أزواجهن. ثم إلى ذكر اليل والفتوة، وجعل نفسه قائد كبة الخيل. ولم يخل ههنا من نظر إلى إبل علقمة التي
يهدي بها أكلف الخدين مختبر ... من الجمال كثير اللحم عيثوم
وذلك قوله بعد أن قال فيها عقائل، البيت المتقدم ذكره: -
ينتابهن كرام ما يذمهم ... جار غريب ولا يؤذي لهم حشم
كما ذم هو صنعاء وشعوب ونقما
مخدمون ثقال في مجالسهم ... وفي الرحال إذا صاحبتهم خدم
فدل على أنهم أو على أن منهم معه في الرحال- فدعاه ذلك إلى أن يتمنى مزيدا من الأوبة إلى دياره، وكما تمنى رويقة من قبل وبين لها بقاءه على العهد، حن هنا إلى صاحب له من فتيان دياره:
بل ليت شعري متى أغدو تعارضني ... جرداء سابحة أو سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا ... بفتية فيهم المرار والحكم
أما المرار فالشاعر والحكم هو هذا الصاحب الذي تمناه وجعله في الرجال مقابلا لرويقة في النساء، وقد أحسن اختيار الأسماء.
ليست عليهم إذا يغدون أردية ... إلا جياد قسي النبع واللجم
وكأنه يعيب ما رأى من أردية في صنعاء
من غير عدم ولكن من تبذلهم ... للصيد حين يصيح القانص اللحم
قوله «من غير عدم» احتراس كما ترى. وقد قال عبدة بن الطبيب وهو تميمي:
لما وردنا رفعنا ظل أردية ... وفار باللحم للقوم المراجيل
وأخذ عبدة من قول امرئ القيس في البائية
فيفزعون إلى جرد مسومة ... أفنى دوابرهن الركض والأكم
يرضخن صم الحصى في كل هاجرة ... كما تطاير عن مرضاخه العجم
يغذو أماهم في كل مربأة ... طلاع أنجدة في كشحه هضم