للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قفي قبل التفرق يا ظعينًا

فجعل الساقية ظعينة وكل امرأة ظعينة، ولكنه أراد بها الكناية عن الأعداء لما قدمنا ذكره من غزلهم بنساء العدو، ثم لما ضمنه من معنى الفراق هنا.

ثم قال: قفي نسألك هل أحدثت صرمًا ... لوشك البين أم خنت الأمينا

بيوم كريهة إلخ

ثم كما قال ابن رشيق رجع إلى الغزل إلى قوله:

تذكرت الصبا واشتقت لما ... رأيت حمولها أصلًا حدينا

فقد وقع الفراق وقومها أعداء. وعاد الشاعر إلى الخطاب ولكنه خاطب رجلًا هذه المرة:

أبا هند فلا تعجل علينا

وقد مهد لخطاب أبي هند بقوله:

فأعرضت اليمامة واشمخرت ... كأسياف بأيدي مصلتينا

وهي أسيافه وأسياف قومه. هذا قريب من الخروج الذي تقدم ذكره. وأبو هند كأنه أبو الظعينة التي فارقت. وغير خاف أنه أراد به عمرو بن هند فجعله أباها كما ترى.

ثم قد صرح باسمه فيما بعد:

بأي مشيئة عمرو بن هند ... نكون لقيلكم فيها قطينًا

بأي مشيئة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدرينا

تهددنا وأوعدنا رويدًا ... متى كنا لأمك مقتوينا

فإن قناتنا يا عمرو أعيت ... على الأعداء قبلك أن تلينا

ثم خلص إلى الفخر وتحدى بني بكر وبني الطماح والناس جميعًا، ومعلقة عنترة مرتبة على تسلسل وتدرج وتداعي معان كل أولئك معًا في إطار عادة الشعراء. إلا أنه جعل من الخطاب وسيلة قوية توسل بها إلى الربط.

خاطب دار عبلة أولًا. ثم صار إلى ذكر عبلة نفسها

وتحل عبلة بالجواء وأهلنا ... بالحزن فالصمان فالمتثلم

وعاد إلى الطلل على النحو الذي نبه عليه ابن رشيق في «حييت من طلل» ثم إلى عبلة «علقتها عرضًا» - ثم خاطبها

إن كنت أزمعت الفراق فإنما ... زمت ركابكم بليل مظلم

<<  <  ج: ص:  >  >>