للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفرد من الرجز ليس له أخ. والتقصيد في الرجز قبيح في الغالب وبحسبك منه أبيات المعري على الزاي، ومقصورة ابن دريد، وبعض متكلفات مهيار.

والقطع في الرجز أنسب من الطوال. لأنه كما قدمنا وزن شعبي. وقد كانوا يكثرون منه في المبارزات، والخصومات، والحداء وهلم جرا. والإيجاز أحسن في كل هذه المقامات من الإطناب. مثال ذلك قول عمار بن ياسر (١).

نحن ضربناكم على تنزيله ... فاليوم نضربكم على تأويله

ضربًا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحق ... إلى سبيله

وقول العنبري (٢):

باتوا نيامًا وابن هند لم ينم ... بات يقاسيها غلام كالزلم

خدلج الساقين خفاق القدم ... هذا أوان الشد فاشتدي زيم

قد لفها الليل بسواق حطم ... ليس براعي إبل ولا غنم

ولا بجزار على ظهر وضم

وكقول الهذلي (٣):

إني امرؤ أبكي على جارية ... أبكي على الكعبي والكعبيه

ولو هلكت بكيا عليه


(١) قالها في صفين وتروى:
نحن ضربناكم على تأويله ... كما ضربناكم على تنزيله
وفي هذا سلامة من الضرورة.
(٢) استشهد الحجاج بأشطار من هذه القطعة في خطبته المشهورة، والزلم: القدح. خدلج الساقين: كتابة عن القوة. وزيم: اسم فرسه. والوضم: خشبة الجزار.
(٣) هو أبو جندب الهذلي، وقال هذه الأبيات وهو يطوف عريانا حول الكعبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>