للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

And this is why I sojourn here,

Alone and palely loitering,

Though the sedge is wither'd from the lake

And no birds sing.

» الترمنس» الكنين في هذه القطعة هو هذا العش المسحور، وهذه الحسناء القتول التي تشرب دماء معشوقيها.

كانت «رومنسية» فرنسة الكبيرة هي ثورتها. وأبطالها المثاليون أولو الطموح والدموية المرعبة: ميرابو- دانتون- مارا- روبسبير- ثم نابليون، الذي أعاد ذكرى الإسكندر، وهنيبعل وقيصر وتيمورلنك، وفتح باب هول أوربا وحروب دمارها وتفوق استعمارها وهلم جرا فتحًا كما لم يتح له من قبل- وخاصة بتوجيهه الأنظار إلى مصر والشام كما عهدت أوربا أيام الحروب الصليبية. وقد كان من أوائل الرومنسية الأدبية في فرنسة، مدام دي شتايل وأبوها كان وزير لويس السادس عشر قتيل الثورة وكانت امرأة قوية الشخصية (١٧٦٦ - ١٨١٧) دميمة ومع ذلك ذات فتنة. ومن مقالاتها: «إن النواوير ومجاري الأنهار كانت ذات كفاية للشعراء غير المسيحيين. أما قلوب المسيحيين فإن لا أبدية ولا نهائية أرواحها تقصر عن مدى التعبير عنها البحار التي لا ساحل لها والسماوات الملأي بالنجوم والغابات العظيمة الوحشة.» فتأمل هذه الأصل من مسيحية الرومنسية ووثنيتها معًا. وقالوا إن بنيامين كونستان B.Constant (١٧٦٧ - ١٨٣٠)، السويسري، صاحب قصة «أدلف» (١)، كان لها خليلاً. وقصته هذه تعد من أوائل «الترمنس» الفرنسي، وعليها حذا دوماس غادته التي مثلتها في زماننا نجمة السينما غريتا غاربو وصاحب غادة الكاميليا أجود عشقًا من أدولف، الذي كأنما رمز به المؤلف إلى نفسه إذ سلا حب مدام دي شتايل، وجعل صاحبه أدلف تموت من حبه، كما ماتت ليلى من حب قيس. وقد كانت الرومنسية الفرنسية في الأدب أحدث عهدًا، وأدخلها فتور ما بعد الثورة، وروح ثورات ما بعد الثورة- الثورة الصناعية مثلاً. ومن أشهر أدباء فرنسة وشعرائها الرومنسيين «الفريدي موسيه»


(١) أدولف هو فتى عشق امرأة أسن منه لا حبًا لها ولكن زهوًا منه ليزعم لنفسه أنه عاشق معشوق وقالوا إن القصة كأنها ترجمة ذاتية عرض فيها بغرامياته وضروب من ضعفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>