للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ترى أنه أوشك أن يفضل حسن لبنان على حسن جميع البلاد، وهو بعد المحب للنيل القائل فيه من نفس الكلمة: -

إني لأورد ذكره لتعطشي ... فإخال أني قد وردت النيلا

والنيل يذكرني كريم بنانه ... فأطيل من شوقي له التقبيلا

وقال أبو الطيب:

بيني وبين أبي على مثله ... شم الجبال ومثلهن رجاء

وجبال لبنان وكيف بقطعها ... وهو الشتاء وصيفهن شتاء

فقد جعل رؤوس الجبال عليهن الثلوج تبدو كأنها عدد من أمثال أبي علي هيبة وأمثال رجائه هو الضخم في صور بشرية مشرفات، تخفق عليهن عمائم بيض من ثلج الشتاء- ونرجع إلى نونية أبي ماضي.

للعشب أثقله الندى ... للغصن أثقله الجنى

هذا من بوانية أبي الطيب:

عاش الجمال مشردًا ... في الأرض ينشد مسكنًا

حتى انكشف له فألـ ... ـقى رحله وتوطنا

واستعرض الفن الجبا ... ل فكنت أنت الأحسنا

والخطاب لجبل لبنان كما سيفصح به بعد

لله سر فيك يا ... لبنان لم يعلن لنا

خلق النجوم وخاف أن ... تغوى العقول وتفتنا

فأعار أرزك مجده ... وجلاله كي نؤمنا

الفكرة بعيدة المتصيد

زعموا سلوتك ليتهم ... نسبوا إلى الممكنا

فالمرء قد ينسى المسي ... ء المفتري والمحسنا

جئ بالمفتري ليتم بها الوزن، إذ المراد كل مسيء لا المسيء المفتري وحده، أي الذي إساءته أنه افترى وقد لا يكون أساء في غير ذلك.

والخمر والحسناء والـ ... ـوتر المرنح والغنا

ومرارة الفقر المذ ... ل بلى ولذات الغنى

<<  <  ج: ص:  >  >>