للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفهذا الجمال يا رب هذا السـ ... ـحر من أجل ذلك الآدمي

هنا ذروة من ذرا التأمل الفكري- لله در المعري إذ يقول

والذي حارت البرية فيه ... حيوان مستحدث من جماد

قصيدة التجاني أصفى ديباجة من قصيدة حسن إسماعيل وأجود تشبيهًا واستعارة وأكثر معاني. والقصيدتان من نفس البحر والروى، قصيدة محمود إسماعيل في الليل المقمر على القرية وقصيدة التجاني يوسف بشير في قرية تستيقظ من قرى النيل الضاربة حولها الصحراء بجران- هل رأي جبيل أم وعلى وسقادي؟ - لا بل هذه البقعة المباركة نفسها- أم درمان، يدلك على ذلك قوله «رعيان الصحارى ومضرب القروي» وكذلك كانت أم درمان ولا يزال كذلك قدر منها كبير. وذكر المؤذن حيث جعل الحسن والجلال يتحدان في لحن شاعر علوي (أو علوي) هو المؤذن «صاح من روحه وكبر إلخ» ومن عجب أن لمحمود حسن إسماعيل قصيدة في أغاني الكوخ اسمها شاعر الفجر المؤذن وقدم لها بقوله (ص ١٦٦): «في ذلك الصوت العميق الذي يهتف في صمت السحر من القباب والمآذن تتدفق روحية الشرق، ويهتز الجو بأشباح وطيوف شعرية هفافة» - لا يعجبني قوله «روحية الشرق» في معراض الحديث عن الأذان، ولو قال «روحية الإسلام أو الدين الحنيف» لكان أجود وذكر الشرق كأنه ينظر إلى الأمر من عين صليبية مستشرقة تضع الإسلام والبوذية والهندكية معًا في رفرف اسمه الشرق وعند الإسلام أن هؤلاء مه أهل الصليبية كلهن شرك- ثم يقول محمود حسن إسماعيل:

وشاعر في الفجر يسبى النهى ... بسورة جلت عن المأثم

خياله من سدرة المنتهى ... ولحنه من وتر الأنجم

فهذا كأنه ترجمة وشرح لقول التجاني «علويًا لشاعر علوي» ومع هذا فالتجاني أتم استيعابًا لوصف الأذان: (ماجا في إطارين فاتر وقوي) - أي نحو صياح المؤذن حي

<<  <  ج: ص:  >  >>