للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و:

أخفي هوى لك في الضلوع وأظهر ... وألام في كمد عليك وأعذر (١)

و:

لو كان يعتب هاجر في واصل ... أو يستقاد لمغرم من ذاهل (٢)

و:

أأفاق صب من هوى فأفيقا ... أم خان عهدا أم أطاع شقيقا (٣)

ويعجبني من هذه الأخيرة قوله في الخلافة:

قد ردها زيد بن حصن بعدما ... نشروا عليه رداءها المشقوقا

بالنهروان وعاهدوه أمامه ... ورقًا هناك من الحديد رقيقا

لم يرضها لما اجتلاها صعبة ... لم ترضه خدنًا لها ورفيقة

لو واصلت أحدًا سوى أصحابها ... منهم لكان لها أخًا وصديقا

وليرجع إلى هذه القصائد جميعًا وكثير سواها من الكامليات في ديوانه، فإنها من عيون الشعر العربي.

وقد اقتفى نهج البحتري في التغني من المتأخرين جماعة، نذكر منهم على سبيل المثال السري الرفاء، فقد قال من كلمة له يهجو بها الخالديين، وكان ينهمهما بسرقة أشعاره وأشعار غيره من المحسنين، وكان بلغه أنهما يريدان بغداد، فكتب يحذر


(١) نفسه ٢١١: ١.
(٢) نفسه ١٦٦: ٢.
(٣) نفسه ١٤٥: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>