للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القدماء، ما أحسبهم إلا كانوا يفزعون من أن يضحي بهم لآلهة القمح كل عام، وإن كانوا يؤلهون قبيل التضحية ويشرفون غاية التشريف. (رجع)

إن زوجوك بهن فهي عقيدة ... ومن العقيدة ما يلب ويحمق

ما أجمل الإيمان لولا ضله .. في كل دين بالهداية تلصق

هذا كلام جدير أن يصدر مثله من رجل عالي الفكر والثقافة كشوقي، لم يخل من نزعات الشك بين حين وآخر على حسن العقيدة.

زفت إلى ملك الملوك يحثها ... دين ويدفعها هوى وتشوق

ولربما حسدت عليك مكانها ... ترب تمسح بالعروس وتحدق

مجلوة في الفلك يحدو فلكها ... بالشاطئين مزغرد ومصفق

في مهرجان هزت الدنيا به ... أعطافها واختال فيه المشرق

فرعون تحت لوائه، وبناته ... يجري به على السفين الزورق

حتى إذا بلغت مواكبها المدى ... وجرى لغايته القضاء الأسبق

وكسا سماء المهرجان جلالة ... سيف المنية وهو صلت يبرق

وتلفتت في اليم كل سفينة ... وانثال بالوادي الجموع وحدقوا

ألقت إليك بنفسها ونفيسها ... وأتتك شيقة حواها شيق

بهذه الأبيات وحدها يستحق شوقي بعض الخلود. وكثيراً ما أقرأ كلام من ينتقدونه، ثم أذكر هذه الأبيات فأعجب أشد العجب، ثم يحضرني قول ابن الوردي رحمه الله:

ليس يخلو المرء من ضد ولو ... طلب العزلة في رأس جبل

ونكتفي بهذا القدر من قافية شوقي، وهي على طولها جوهرة من جواهر العربية في هذا الزمان ولولا أن ديوان شوقي في الأيدي، ولا تكاد تخلو بلدة عربية منه، لأوردتها كاملة

<<  <  ج: ص:  >  >>