كثرة ما تعاطاه. ومن قصائده المأثورة فيه «قافيته» في حرية المرأة:
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي ... في حب مصر كثيرة العشاق
وفيها داء «زينبية» صالح بن عبد القدوس، والقياس مع الفارق، إذ الزينبية فحلة اللفظ هذا أقل ما يقال فيها وقافية حافظ هذه «شعبية التعابير» على أنه أحسن في قوله:
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيب الأعراق
وما أظنك تخالفني إن قلت إن بيته:
في دورهن شئونهن كثيرة ... كشئون رب السيف والمزراق
رديء للغاية وأشبه بنثر الصحف.
ومن كاملياته المشهورات:
شبحاً أرى أم ذاك طيف خيال ... بل ذي فتاة بالعراء حيالي
وهي نظم ليس إلا. على أن من طلبة المدارس في المرحلة الوسطى بالسودان «بين ١٠ و ١٤ سنة» من يعجب بها، وأحسب إعجاب هؤلاء بها ناشئا من روح التمثيل الذي فيها ولا تنسى جهد المدرسين وأثرهم في تكوين ذوق التلاميذ. وأحسب أن المدرسين لو تواطئوا على اختيار أردأ الشعر للتلاميذ الصغار، لربوا فيهم ذوقاً رديئاً ولم يملك أحد منهم أن يتخلص من ذلك إلا من رحم الله.
ومن الشعراء المعاصرين الذين يكثرون في الكامل الأستاذ محمود غنيم، وفي شعره حماسة تناسب بحر الكامل، إلا أنه يخلي. أي يقول كل ما عنده في بيت أو بيتين، ثم بعد ذلك يطيل ولا يكاد يقول شيئاً.