للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمن الجمال تعده ... أتعده للناهبينا

(وكثير نحوه) نص فيما ندعيه هنا. ومثل هذه الحيل من الشعراء لطيفة رشيقة إن جاءت في البيت والبيتين، ولكنه لا يصح أن يبني عليها مذهب فكري، وفلسفة ضخمة كتلك التي حاول أن يبنيها الأستاذ العقاد في ديوانه الأول.

هذا وقد جرنا الحديث عن أبيات العقاد إلى استطراد طويل. وقبل أن ننهي الحديث عن بحر الكامل وننتقل إلى سواه نقف بك عند شعر المرحوم علي محمود طه المهندس فقد كان يكثر من الكامل ويطيل. والكامل يناسبه جداً، لأنه يقصد إلى التغني والترنم، ولكن في متنه وهيا. ومن خير كاملياته «أفراح الوادي» (١).

ومن الأبيات الحسنة فيها قوله:

إنا لفي زمن حديث دعاته ... نسك، ولكن السياسة تأثم

ووراء كل سحابة في أفقه ... جيش من المتأهبين عرمرم

وليته جعل المتوثبين مكان المتأهبين.

وقوله في آخر القصيدة:

قالوا فتي عشق الطبيعة واغتدى ... بغرائب الأشعار وهو متيم

وطوى البحار على شراع خياله ... يرتاد عالية الذري ويؤمم

أنا ما زعمتم غير أني شاعر ... أرضي البيان بما يصوغ ويرسم

إني بنيت على القديم جديده ... ورفعت من بنيانه ما هدموا

الشعر عندي نشوة علوية ... وشعاع كأس لم يقبلها فم

ولحون سلم أو ملاحم غارة ... غنى الجبال بها السحاب المرزم


(١) ليالي الملاح التائه: ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>