(٢) عمران، وغيقة: موضعان. الربحل: الضخم. والرجوف لصوت الرعد الراجف فيه، أو لأنه يهتز ويرجف في مشيته. وروي «زحوفاً» بالزاي المعجمة. وهذا من الأمثلة التي تدلك على أن الشعر كان يكتب من زمان بعيد، ألا ترى أن اختلاف الرواية ناشئ من تحريف في الكتابة؟ ولهذا نظائر عدة سنعرض لها إن شاء الله. (٣) توالي السحاب: المتأخرة عنه تراها قطعاً قطعاً، توشك تتجمع، فشبهها الشاعر بالجماعة يشربون ولا أدري لماذا جعلهم نصارى لاقوا حنيفاً. وليت الشارح السكري وضح ذلك؛ فربما كان دلنا على بعض العادات التي كان عليها النصارى لذلك الحين. وقصد بالحنيف هنا العربي الذي ليس بمسيحي ولا يهودي، ومعنى الحنيف بالآرامية: ضال. والنصارى يعدون من ليس نصرانياً ولا يهودياً كافراً ضالاً. وقد قلب القرآن عليهم هذا المعنى، إذ يقول تعالى: «ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلياً الخ»، فجعل الحنيف مدحاً لاذماً، وأكد بذلك أن المهتدي لا يشترط فيه أن يكون من اليهود أو النصارى، بل قد يكون حنيفاً عن هاتين المتين. ومثل هذا التفسير يزيل كل الغموض الذي حاط به المستشرقون وغيرهم كلمة حنيف، وإليه ذهب أبو عبيد البكري في شرح الأمالي. ويؤيده في القرآن: «من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله» فهذه الآية تلبس كلمة النصارى معنى مدحياً، وهي عند اليهود ذم، وشبهها بما مضى في الأسلوب واضح. (٤) الحوض اللقيف: الذي تنهار جوانبه. (٥) الجش: هو استخراج ما في البئر من الحمأة. والخسيف: البئر، وقوله ماء خسيفاً: أي ماء مستخرجاً من البئر. والمائح: هو مستخرج الماء، والنازع: هو الذي ينزع بالدلو. وجعل السحاب كالمانح وكالنازع بالنسبة إلى الأرض المشبهة بالحوض اللقيف.