للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطعت إذا سمع السامعو ... ن للجندب الجون فيها صريرا

بناجية كأتان الثميل ... توفي السرى بعد أين عسيرا (١)

وعسير، صفة للناقة والنصب على المدح.

ثم أخذ في المدح، وهو عنده معرض للموسيقا كوصف الناقة، وهمه فيه أن مهيج الممدوح ويطر به:

وأعددت للحرب أوزارها ... رماح طوالا وخيلا ذكورا

ومن نسج داود موضونة ... تساق مع الحي عيراً فعيرا (٢)

إذا ازدحمت بالمكان المضيق ... حث التزاحم منها القتيرا (٣)

لها جرس كحفيف الحصا ... د صادف بالليل ريحاً دبوراً

فأنت الجواد وأنت الذي ... إذا ما النفوش ملأن الصدورا

جدير بطعنة يوم اللقا ... ء تضرب منها النساء النحورا

وما مزبد من خليج الفرا ... ت يغشى الإكام ويعلو الجسورا (٤)

بأجود منه بما عنده ... فيعطي المئين ويعطي البدورا

أي الصرر من الدنانير أو الدراهم التي فيها آلاف ..

وتشبيه الممدوحين بالفرات المزبد كثير عند الأعشى. وزعم الأستاذ مارون عبود في كتابه «مجددون ومجترون» أن الأعشى أخذه من النابغة حيث يقول:


(١) كأتان الثميل: أي صلبة. والثميل: هو بقية الوادي والسيل، وأتانه: الصخرة التي تكون فيه، وهي من أصلب الصخر.
(٢) موضونة: يعني درعاً منسوجة محبوكة.
(٣) القتير: المسامير، وليس هذا النعت بجيد، ولكن حمله عليه تجويد اللفظ والنغم.
(٤) الإكام: الروابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>