للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللبيد قوله (ديوانه- أوروبا):

ألم تلمم على الدمن الخوالي

ولامرئ القيس قوله:

وكل مكارم الأخلاق صارت ... إليه همتي وبه اكتسابي

وقد طوّفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب

أبعد الحارث الملك ابن عمروٍ ... وبعد الخير حجر ذي القباب (١)

أرجيّ من صروف الدهر لينا ... ولم تغفل عن الصم الصلاب

وأعلم أنني عما قريب ... سأنشب في شبا ظفر وناب

كما لاقى أبي حجر وجدي ... ولا أنسى قتيلاً بالكلاب

يعني شرحبيل بن الحارث عمه. وهذه الأبيات كما ترى فيها طبيعة الوافر جلية. وكذلك قوله (٢):

أبعد الحارث الملك ابن عمرو ... له ملك العراق إلى عمان

مجاورةً بني شمجي بن جرم ... هوانًا ما أتيح من الهوان

ويمنعها بنو شمجي بن جرم ... معيزهم حنانك ذا الحنان

والوافر لخفته وسرعته وقوته من أصلح بحور الشعر العربي للقطع. إذ القطعة تتطلب من الشاعر أن يحصر نفسه في غرضٍ واحدٍ، وأن ينفق كل ما عنده من بلاغة وحذق في أدائها. وهاك مثالاً من ذلك قول اللص الطائي وقد هرب من وجه عليّ بن أبي طالب (٣).


(١) مختارات الشعر الجاهلي- ذو القباب: أي ذو الخيام.
(٢) نفسه ٨٢.
(٣) الحماسة، وابنا شميط من شرطة علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>