للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا لعمر الذي مسحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد

ما قلت من سيء مما أتيت به ... إذن فلا رفعت سوطي إلى يدي

إذن فعاقبني ربي معاقبةً ... قرت بها عين من يأتيك بالفند

ومثال الثاني:

أقول والنجم قد مالت أوائله ... إلى المغيب تأمل نظرةً حار

ألمحةٌ من سنا برقٍ رأى بصري ... أم ضوء نعم بدا لي أم سنا نار

بل ضوء نعم بدا والليل معتكر ... فلاح من بين أثوابٍ وأستار

تلوث بعد افتضال الدرع مئزرها ... لوثًا على مثل دعص الرملة الهاري

والطيب يزداد طيبًا أن يكون بها ... في جيد واضحة الخدين معطار

والوزنان كما ترى لا اختلاف بين صدور الأبيات فيهما. ولكن الاختلاف في الأعجاز. نعم حين يحصل التصريح في الوزن الثاني، وعجزه يتساويان كما قدمنا لك في بيت النابغة:

عوجوا فحيوا لنعلمٍ دمنة الدار ... ماذا تحيون من نؤيٍ وأحجار

فصدر هذا البيت أقصر من قوله: «أقول والنجم إلخ» من القصيدة نفسها.

وتفعيلات البسيط تحدث فيها تغييرات عدةٌ، كتعاقب «فاعلن» و «فعلن» في حشو البيت. وأحيانًا يكون الوزن «مفتعلن فعلن إلخ» وأحيانًا: «متفعلن فعلن إلخ» وكل هذا يقبله السمع، وإن كان التغيير الأول يجيء أحيانًا كالثاني، كما في قول قيس بن رفاعة:

من يصل ناري بلا ذنب ولا ترةٍ ... يصل بنار كريمٍ غير غدار

فقوله «يصل بنار» فيه نقصٌ، ولو كان قال: «يصلى بنارٍ» لاستقام الوزن على الأصل، ولكن هذا يخالف الإعراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>