للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال الثاني أن تجمع بين مثل: «ناصرًا» و «أخرًا». «ناصرًا»: قافية مؤسسة بالألف بعد النون، و «أخرًا»: ليست مؤسسة. ومثال هذا النوع من السناد قول أمرئ القيس (١).

إذا قلت هذا صاحب قد رضيته ... وقرت به العينان بدلت آخرا

كذلك جدي ما أصاحب صاحبًا ... من الناس إلا خانني وتغيرا

«فآخرا» مؤسسة، «وتغيرا» غير مؤسسة. وسائر قوافي القصيدة ليست مؤسسة.

ومثال الثالث أن تجمع بين نحو: «سرينا» و «سمونا» في قوافيك، وبين نحو: «أولينا» و «رعينا». وبين نحو: «أكرمونا» و «عفونا». وجائز أن تجمع بين «أولينا» و «أكرمونا».

ومثال الرابع أن تأتي بمثل: «مغتفر، منتصر، نكر» قوافي في قصيدة واحدة. فحركات الفاء والصاد والنون التي قبل الساكن الأخير كلها تسمى توجيهًا. والنقاد يشترطون أن تكون حركة التوجيه في القوافي المقيدة (الساكنة) واحدة.

ومثال هذا السناد من شعر امرئ القيس (٢):

فتور القيام قطيع الكلا ... م تفتر عن ذي غروب خصر

كأن المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامى ونشر القطر

يعل به برد أنيابها ... إذا طرب الطائر المستحر


(١) مختارات الشعر الجاهلي ٤٦.
(٢) نفسه -٨٧. ذو الغروب الخصر: هو فمها، والخصر البارد. والقطر: نوع من عود الطيب، والمستحر: المفرد بالسحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>