للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحركة الطاء كما ترى ضمة، وحركة الصاد والحاء من «خصر ومستحر» كسرة.

ومثال الخامس أن تجمع بين نحو: «خاملو» و «تخاذلوا» و «تحاملوا» في قوافيك: وأجازوا في الضرورة أن تجيء نحو: «تخاذلوا» و «خاملو»، وحظروا «خاملوا» أو «تخاذلوا» مع نحو: «تحاملوا»، وأنشدوا للنابغة:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وهل يأثمن ذو إمة وهو طائع

بمصطحباتٍ من لصاف وثبرةٍ ... يزرن إلالًا سيرهن التدافع (١)

فالدخيل في القافية الأولى وهو الهمزة مكسور، وفي الثانية مضموم، وهو في سائر القصيدة مكسور.

وإذا تأملت هذه الأنواع الخمسة التي ذكرناها، لم تجد فيها شيئًا معيبًا حقًا إلا نوعين: المثال الأول وقبحه لا يحتاج إلى تدليل، والضرب الثاني من المثال الثالث، وحسبك من قبحه قول عمرو بن كلثوم في المعلقة:

كأن متونهن متون غدرٍ ... تصفقها الرياح إذا جرينا

وقد لام المعري عمرو بن كلثوم علي سناده هذا في رسالة الغفران (٢) فاعتذر عمرو بأن أبيات المعلقة في جملتها سليمة، ولا يضيرها مع كثرتها أن يكون واحد منها قبيحًا، كما لا يضير أبا العشرة أن يكون أحدهم دميمًا، إن كان الباقون صباحًا.

هذا، والأنواع الأربعة الباقية ليست بقبيحة حقًا، وإنما تحسن أو تقبح بحسب مواقعها. تأمل سناد أمرئ القيس في «آخرا» و «تغيرا» أتجده قبيحًا؟


(١) نفسه- ٢٠٤ - ٢٠٥.والإمة: الدين والاستقامة بكسر الهمزة. والمصطحبات هي الإبل. لصاف وثبرة وإلال: هذه كلها مواضع، وإلا: بعرفة.
(٢) رسالة الغفران (لابنة الشاطيء) ٢٤٤. ووصف عمرو الدروع في هذا البيت، وشبه طرائقها بطرائق الماء في الغدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>