يعني له ناصرٌ وشافع على مثل حاله من استبطان البغضاء لي.
أتاك بقول هلهل النسج كاذب ... ولم يأت بالحق الذي هو ناصع
أتاك بقولٍ لم أكن لأقوله ... لو كبلت في ساعدي الجوامع
خلفت فلم أترك لنفسك ريبةً ... وهل يأثمن ذو إمة وهو طائع
أي ذو دين وخلق ومروءة. وقوله وهو طائع، يعني من دون إكراه.
بمصطحباتٍ من لصاف وثبرةٍ ... يزرن إلالا سيرهن التدافع
عليهن شعثٌ عامدون لحجهم ... فهن كأطراف الحني خواضع
لكلفتني ذنب امرئٍ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع
فإن كنت لاذو الضغن عني مكذبٌ ... ولا حلفي على البراءة نافع
ولا أنا مأمونٌ بشيءٍ أقوله ... وأنت بأمرٍ لا محالة واقع
فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
فهذا كلام لا تخفى أبهته ورواؤه وجلالته: والمقام الذي قيل فيه، والغرض الذي من أجله صنع، كل ذلك يستدعي مثل هذا النفس النبيل.
وهاك مثالاً آخر من شعر امرئ القيس يصف رحلته إلى قيصر:
سما لك شوقٌ بعدما كان أقصرا ... وحلت سليمي بطن قو فعرعرا
كنانيةٌ بانت وفي الصدر ودها ... مجاورةٌ غسان والحي يعمرا
ولعمري إني لأعجب للعرب الأقدمين لا يكادون يشببون بامرأة إلا أن تكون من قبيلة معادية. هذا امرؤ القيس كما ترى يشيب بامرأة من كنانة وقد كانوا أعداءه لقرابتهم لبني أسد بن خزيمة الذين قتلوا حجرًا. وهذا لبيد يشبب بامرأة من مرة، وقد كان بين عارم وبني ذبيان ما كان يوم الرقم. وهذا عنترة يزعم أنه يقتل رهط