وليت شعري ألم يكن ليضيق القعب بالأثفية إن رمى بها غير عنبري؟
ولما رأيت العنبري كأنه ... على الكفل خرآن الضباع القشاعم
وإني لأجد هذا التشبيه مضحكًا جدًا، وصادقًا في التصوير مع ما يشوبه من إقذاع.
شددت له أزري وخضخضت نُطفة ... لصديان يُرمى رأسه بالسمائم
صدى الجوف يهوي مسمعاه قد التظى ... عليه لظى يوم من القيظ جاحم
وقلت له ارفع جلد عينيك إنما ... حياتك في الدنيا وجيف الرواسم
أي دع طلب الماء، واجتهد في السير، فإن تكبير الحجر لن ينجيك إذا لم نسرع.
عشية خمس القوم إذ كان منهم ... بقايا الأداوي كالنفوس الكرائم
فآثرته لما رأيت الذي به ... على القوم أخشى لاحقات الملاوم
حفاظًا ولو أن الإداوة تُشترى ... غلت فوق أثمان عظام المغارم
على ساعة لو كان في القوم حاتم ... على جوده ضنت به نفس حاتم
ويرويه النحاة: «قد ضن بالماء حاتم» بجر حاتم ويجعلونها بدلاً أو بيانًا للضمير في «جوده»، وإن صحت هذه الرواية فإنها لا يستغرب مثلها من الفرزدق، فقد كان الرجل يتعمد إغاظة النحويين، وقصته مع ابن أبي إسحاق وعنبسة بن معدان الفيل مشهورة.
وكنا أصحاب ابن مامة إذ سقى ... أخا النمر العطشان يوم الضجاعم
إذا قال كعب قد رويت ابن قاسط ... يقول له زدني بلال الحلاقم
فكنت ككعب غير أن منيتي ... تأخر عني يومها بالأخارم
ومن كلام الفرزدق الذي يمزج فيه الفكاهة بالجد الكالح قوله في زياد بن أبيه