للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذمرمر أو صرواح أو هكر ... أو أهجر الهجر أو ناهيك من فدن (١)

أو ذاك بيون أو ذا موكل وهنا ... سلحين أو تلعم أو دورم العنن

هكذا أنشدنيه، «تلعم» بالعين أخت الغين، و «دورم» بفتح الدال وإسكان الواو (٢).

وجاء منها في صفة البحر:

جزعته بأمون جسرة أجد ... عُبر الهواجر من شيزي ذرا حضن (٣)

كأنما الجيش لاقى الجيش فاضطربوا ... إذا تلاطمت الأمواج بالسفن

والأبيات التي ذكرتها فيها غريب كثير. وهي مع ذلك جيدة. والشيخ السراج كالشيخ حمزة شديد الغرام باللغة القديمة، شديد النفور من بهرج المدنية الحديثة، ألا تراه يسميها شركًا في قوله «مهاجرًا من بلاد الشرك» (٤)، والسودان بعد لم ير من شمس الحضارة المعاصرة إلا بصيصًا خافتًا؟


(١) ذمرمر: من حصون اليمن (القاموس). ولم يذكره البكري. وكذلك صرواح وهكر بكسر الكاف وذكرهما البكري. وأهجر لم يذكره القاموس ولا البكري ولا اللسان، وهو قصر باليمن، ذكره نشوان بن سعيد الحميري في كتابه شمس العلوم. وأضافه الشاعر إلى الهجر بمعنى العظم أو الهجر مرفوعة صفة لأهجر، بمعنى الجميل؛ و «أو» بمعنى الواو. ويكون المعنى: وأهجر ذو الطول والعظم وناهيك به.
(٢) بينون: على لفظ جمع المذكر السالم، وموكل بكسر الكاف، وسلحين بكسر السين [كما في البكري] كلها من قصور اليمن. وتلعم ذكره البكري وضبطه بالتاء واللام والفاء أخت القاف المضمومة أو المفتوحة، والميم «تلفم»، ونص على ذلك وذكر أن بعض الناس يحرفونه ويقولون: «تلثم» بالثاء المثلثة الفوقية (معجم ما استعجم ١: ٣١٨)، ولعل الشيخ السراج وجده في نسخة سيئة الطباعة. ودورم ضبطه البكري بالدال المضمومة تليها واو الإشباع والراء المكسورة أو المفتوحة «دورم العنن»: يعني دورم الذي يعن للناظر من بعيد. فالعنن مصدر مضاف إليه.
(٣) جزعته: قطعته. أمون: ناقة قوية مأمونة من العثار، أراد السفينة. والجسرة والأجد كلاهما من صفات الناقة القوية. الشيزي: خشب تصنع منه السفن. حضن: جبل، يقول: قطعته بناقة مصنوعة من خشب الشيزي الذي نما على ذرا حضن.
(٤) يجوز أن يكون عنى أن الحاكم المستعمر على غير دين الإسلام فالدار دار كفر على هذا القول والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>