للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك حيث يقول يخاطب عبد الله بن علي، ويحرضه على بني أمية:

ولقد ساءني وساء سوائي ... قربهم من نمارق وكراسي

أنزلوها بحيث أنزلها اللـ ... ـه بدار الهوان والإتعاس

واذكروا مصرع الحسين وزيـ ... ـدا وقتيلا بجانب المهراس

وسينية البحتري، ومن الخفيف، مشهورة، وهي من روائع الشعر في كل زمان ومكان. وقد جمعت فنونًا من براعة التصوير والتأمل والموسيقا والذوق المهذب، وبعض الناس يوازنون بينها وبين سينية شوقي، وذلك عندي من العناء والتكلف.

وسينيات السريع أقدمها قصيدة أبي داود الإيادي، والتي أنشر بعض رفاتها العلامة الميمنى في طرائفه الأدبية (دار الترجمة والنشر) (١)، وقد جاراها جماعة من الشعراء وأهمهم من المحدثين أبو تمام في كلمته:

جرت له أسماء حبل الشموس ... والهجر والوصل نعيم وبوس (٢)

وفيها أبيات حسنة في نعت الخيل، ومنها:

وإن غدا يرتجل المشي فالـ ... ـموكب في إحسانه والخميس

كأنما خامرة أولق ... أو غازلت هامته الخندريس (٣)

وللمعري من هذا الوزن قصيدة في رسالة الغفران نسبها إلى جنية أبي هدرش مطلعها:

مكة أقوت من بني الدردبيس ... فما لجني بها من حسيس (٤)


(١) أول قصيدة فيه.
(٢) ديوانه، ١٣٣.
(٣) الأولق: الجنون.
(٤) رسالة الغفران ٢٠٧ - ٢١٤. وبنو الدردبيس هم بنو الداهية، وعنى بهم الجن وأصحاب الكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>