١ - التكرار الترنمي، وتدخل فيه إعادة الأبيات كاملة على النحو المسمى "بالشيلة" في العامية، ورد الصدر على العجز، والتوطئة للقافية (١)
٢ - التكرار الصوري، وأكثر ما يجيء في النسيب والحنين، وهو إما ملفوظ كتكرار الغضى في شعر مالك بن الريب؛ وملحوظ كتكرار أسماء المواضع في النسيب وقد تطور أسلوب تكرار المواضع من المنهج الجاهلي، حتى صار رمزيًا صرفًا في أشعار الصوفية.
٣ - التكرار التفصيلي أو الخطابي، وهو ملفوظ بأن يكرر الشاعر كلمة بعينها، أو ملحوظ، بأن يكرر ألفاظًا مترادفة أو متشابهة- ويدخل تحت هذا التكرار ما سماه الجاحظ بالأسلوب الكلامي، كما يدخل أكثر ما يراد به التهويل والمبالة والتأكيد من أنواع التكرار، نحو قول الآخر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغني والفقيرا
وقول الآخر:
سعاد التي أضناك حب سعادا ... وإعراضها عنك استمر وزادا
وكلا البيتين مما يستشهدون به النحويون على جواز استعمال الظاهر مكان المضمر. ولعمري إنهم ليقتلون روح اللغة حين يسوون بين مثل هذين البيتين اللذين ذكرناهما آنفًان ومثل قول الآخر:
(١) بعد فروغي من هذا الكتاب بزمن، بينما كنت أقلب صفحات كتاب الأمالي للسيد المرتضى بحثًا عن أبيات ميمية للشماخ ذكرها العلامة الشنقيطي رحمه الله في حواشيه، وقع بصري على فصل نفيس للشريف المرتضى في التكرار استشهد فيه بأبيات المهلهل التي ذكرناها عند الحديث عن التكرار الترنمي، وأشعار حسنة فيها تكرار كثير لليلى الأخلية وغيرها، وتحدث حديثا جيدا عن التكرار في سورة الرحمن. فليرجع القارئ إليه (أمالي السيد المرتضى، مصر ١٩٠٧، ١ - ٨٣ - ٨٨)، وقد كنت أحسبني مبتكرا في الشواهد التي ذكرتها والحجج التي احتججت بها- فسبحان الله، ما أقل علمنا معشر بني آدم، وابعدنا عنالأصالة!