تخالف العادة (١) وتقع كلمة على حرفٍ واحد، والوري: داء في الجوف: أي اصنع ذلك بأعدائك وحسادك. "فه" من الوفاء، و"اسر" من سرى الليل، يصفه بالعزم والغارات. و"نل" من النيل والإدراك. أي نل ما تحب. ويروي "نل": أي أعط من النوال، ويقال "نلته" إذا أعطيته. و"غظ" من غيظ الحسود، يروى "غظ" من الوعظ. و"ارم" من رمي العدو بالمكايد وغيرها. و"صب" من صاب المطر والسهم و"احك" من حميت المكان، و"اغز" من الغزو. و"اسب" من السبي.
و"رع" من الورع. و"زع" من وزعت: أي كففت. و"د" من الدبة. و"ل" من الولاية للأمور، وقد تكون من المطر الولي. و"اثن" من ثني أضداده إذا ردهم.
و"بل" من الوابل. وهذه غاية الغاضة. وإن كان ولا بد فقوله أيضًا:
"ند": من الندى. و"غرٍ" من غرى به. و"نهٍ": من النهي. وأصل هذا كله من قول امرئ القيس.
أفاد فجاد وشاد فزاد ... وقاد فذاد وعاد فأفضل
"أهـ كلام ابن رشيق".
فهذه الأشياء التي حكاها ابن رشيق ولا سيما أبيات المنتبي وأبي العميثل، أدخل في باب الجناس الازدواجي منها في التقسيم.
هذا، والجناس السجعي نفسه، لم يعن القدماء منه إلا بالكلمات التي يقع
(١) قوله لا يجب: كقولنا في النثر المعاصر: يجب ألا الخ. وما أرى إلا أن ابن رشيق حمل قول الخليل الذي ذكره سيبويه في باب الممنوع من الصرف على غير وجهه وقد ترى أن دل فعلان لا هاء فيهما فلم رضي خلاف العادة هنا ور ليست من الوري ضربة لازم بل أشبه أن تكون فعل الأمر من رأي وليست في المتاب بهاء فتأمل.