للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أولًا: الازدواجي المحض، ومثاله قول المعري:

الموقدي نار القرى الآصال وال ... أسحار بالأهضام والأشعاف

وقوله:

وقدورهم مثل الهضاب رواكدًا ... وجفانهم كر حيبة الأفياف

فالآصال والأسحار والأهضام والأشعاف، كلها من زنة واحدة، من ناحيتي الصرف والعروض، وهذا إن شئت سميته التوازن الكامل، لأن الأهضام والأشعاف كلاهما من وزن "الأفعال"، ولو جاء معهما "الأركوب، والأسلوب" لوازناهما في العروض فقط.

وقوله: "قدورهم، وجفانهم" متوازنان توازنًا عروضيًا لا صرفيًا، وإن شئت سميت هذا بالتوازن العروضي.

ومن أمثلة الأول أيضًا، قول المعري:

سأعرض إن ناجيت من غيركم فتى ... وأجعل زوًا من بناتي في سمعي

فقوله: "سأعرض، وأجعل" بينهما توازن كامل، وكذلك قوله: "زوًا، وسمعي" ومنه أيضًا قوله:

فناديت عنسى من دياركم هلا ... وقلت لسقبي عن حياضكم هدع

والشاهد في "عنسى، وسقبي، ودياركم، وحياضكم"، و"عنسى، وسقبي" تزيدان على التوازن الكامل بمكان السين.

ويدخل في النوع الثاني قوله:

يحاذرن من لدغ الأزمة لا اهتدي ... مخبرها أن الأزمة أصلال

فبين قوله "يحاذرن"، وقوله "مخبرها": نوع من التوازن العروضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>