للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمر هند كأن الله صوره ... عمرو بن هند يسوم الناس تعنيتا

وقوله:

ألفت خوص المطايا إن منكرة ... إلف الغزال مقاليتا مقاليتا (١)

وخلاصة القول، ما قدمنا آنفًا من أن المعري أكثر من صناعة الجناس التام والناقص والخطي، في رسائله المنظومة إلى علماء بغداد، ليقهرهم ويبهرهم. وكانت جناساته نفسها، لكثرتها وغرابتها، وبعدها، واقتداره على أن يظهرها بمظهر القرب والطبع والجزالة، تنطق نطقًا مبينًا بما كان يملأ جوانب صدره من الرغبة في القهر والسطوة والتشفي، بإبراز ملكته في أعنف مظاهر جبروتها. ولا يخفى أن هذه الطريقة مخالفة لطريقته في القصائد البغداديات التي كان موقفه فيها موقف طالب اعطف والإعجاب.

وفي الدرعيات واللزمات، تجد أن المعري قد ركن إلى مسلك وسط بين طلب القهر وطلب الإعجاب، وهو مذهب الترنم والجنوح إلى التماس العزاء في اللعب بالألفاظ، والتجمل بالإشارات العلمية وفي الدرعيات تجد ناحية طلب السلوى والتعزي أقوى وأظهر، وفي اللزوميات تجد كلامه لا يخلو من قصد على تعجيز السامع وقهره.

وقد وصف الدكتور طه حسين عددًا من قصائد المعري اللزومية ي كتابه مع أبي العلاء في سجنه، مثل قصيدته:

خوى دن شرب فاستراحوا إلى التقى ... فعيسهم نحو الطواف خوادي (٢)

وقصيدته:

أواني هم فألقي أواني ... وقد حل في الشرخ والعنفوان


(١) مقاليتا: أي مد عنقًا. والثانية: جمع مقلات.
(٢) خوادي: جمع خادية. أنظر اللزوميات.

<<  <  ج: ص:  >  >>