للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي التائية التي وجه بها التنوخي أوابد نافرةٌ من هذا القبيل، مثل قوله يصف طرائف السيف:

كأن أهل قرى نملٍ علون قرى ... رملٍ فغادرن آثار مخافيتا (١)

وفي قوله في السيوف:

كأنهن إذا عرين في رهجٍ ... يعرين بالورد إرعادًا وتصويتا (٢)

معظمات عليها كبوةٌ عجب ... تكبي المحارب أو تثنيه مكبوتا

ومنها في وصف الأعراب:

وأهل بيت من الأعراب ضفتهم ... لا يملكون سوى أسيافهم بيتا (٣)

عنها الحديث إذا هم حاولوا سمرًا ... والرزق منها حلوا أماريتا (٤)

جنٌّ إذا الليل ألقى ستره برزوا ... وخفضوا الصوت كيما يرفعوا الصيتا

وفيهم البيض أدمتها أساورها ... رمي الأساور إجلًا حار مبغوتا (٥)

وأغرب من هذا قوله، وكنا قد استشهدنا به:

أروى النياق كأروى النيق يعصمها ... ضرب يظل له السرحان مبهوتا


(١) شبه الطرائق التي على السيف بآثار النمل على الرمل. فهذا قوله: "كأن أهل قرى النمل". والمخافيت هي الخفية غير الواضحة.
(٢) تقول يعرى فلان بالورد، بالبناء المجهول: أي تصيبه عرواء الحمى، وهي شدتها وحرارتها، والورد: هي الحمى الملاريا، لأنها ترد غبًا.
(٣) "البيت" في آخر البيت هنا: أي القوت، وهي بإشباع كسرة الباء.
(٤) الأماريت: هي الصحارى، وهي جمع أمرات، وهذه جمع مرت بسكون الراء.
(٥) الأساور الأولى جمع أسورة، وهي جمع سوار: أي إن هؤلاء البيض من امتلاء سواعدهن وأيديهن تضيق عنهن الأساور فيدمين. والأساور الثانية: جمع اسوار: وهو الرامي بالسهم. يقول هؤلاء البيض يرمين القلوب بلحاظهن كما يرمي الأساورة، إجل الظباء: أي قطيع الظباء؛ بهمزة وكسورة، زجيم معجمة ساكنة، ثم لام، والجمع آجال مثل آمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>