للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرهط الأولى، هو ما نسميه في السودان: الرحط (والكلمة فصيحة) وهو إزار من سيور الجلد. والرهط الثانية: القبيلة.

وحرفٍ كنونٍ تحت راءٍ ولم يكن .... بدالٍ يؤم الرسم غيره النقط

وهذا نهاية العبث والتقعر. والحرف في أول البيت بمعنى الناقة، وشبهها بحرف النون في الضمر، والعرب تشبه النون بالأهلة. والرائي: هو الراكب الذي يضرب رئتها. والدالي: وهو الشفيق: أي هذا الراكب غير شفيق. والرسم الديار. والنقط: المطر. وهذا إيهام كما ترى، مصدره طلب الجناس، بحسب ما قدمنا لك من رأينا في التورية.

ولا يكاد بيت من هذه القصيدة يخلو من جناس تام أو ناقص أو موهم، أو شيء بمجراه، مثل:

خذت بسواك الناقلاتك في الضحا ... بمشي سواكٍ لا تجد ولا تمطو (١)

ومثل:

قريطية الأحوال ألمع قرطها ... فسر الثريا أنها أبدًا قرط (٢)

ومثل:

فيا ليتني طارت بكوري إذ دنا ... بكوري قطاةٌ بالصراة لها وقط (٣)


(١) المشي السواك: بين السريع والبطيء كما فسره هو. والشاهد هنا المجانسة بين "سواك" أداة الاستثناء مع الضمير و"سواك" التي هي كلمة واحدة، يراد بها ضرب من مشيالإبل.
(٢) الجناس في قريطية وقرط: أي أخوالها من بني قريط.
(٣) هنا جناس خط في "بكوري"، وهي باء الجر مع الكور، وهو الرحل، وبكور: أي المبادرة في الصبح للسفر. يقول: ليت أن قطاة طارت برحلي وحرمتني السفر. والصراة: نهر بالعراق، والوقط نقرة من الصخر يجتمع فيها الماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>