للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحلم وأجهل، ومثال النفي والتكرار الظاهرين: أعلم ولا أعلم. ومثال النفي والتكرار المضمرين: الليل والنهار.

٥ - الطباق من حيث ماهيته ثلاثة أقسام: محضٌ، وهذا نادر الورود، كالذي يجيء في الإخبار المحض من قولك: هذا حلوٌ مرٌّ. وجزئي كقولك: ضحك وبكى. وكلي: وهو الذي يقع بين التراكيب، وما من تكرار كلي إلا وتحته طباق جزئي. ولك أن تسمي الطباق الكلي بالمقابلة. كما لك أن تأخذ على القدماء اشتراطها في المقابلة وقوع أكثر من ضدين، بدليل بيت زهير:

ليثٌ بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما كذب الليث عن أقرانه صدقا

٦ - وينقسم الطباق بحسب أنواعه إلى ثلاثة أقسام: (أ) ازدواجي: وهو مـ روعيت فيه موازنة الأضداد، إما من حيث الوزن الصرفي أو العروضي، كقولك: طريفٌ وتلادٌ وتليدٌ، وهذا يمكن إدخاله أيضًا في باب الجناس الازدواجي؛ وإما من حيث موضع الكلمة في التركيب، وهذا سميناه طباقًا ازدواجيًا موضعيًا. (ب) وطباق الجمع بين الأضداد بغرض التأكيد، وهذا إما أن يعمد الشاعر فيه إلى الحصر والاستقصاء، كالذي فعله أبو الطيب في قوله:

فلا ليلٌ أجن ولا نهارٌ ... ولا خيلٌ حملن ولا ركاب

وإما أن يحمل الشاعر فيه النقيض على نقيضه ادعاءً ومبالغة كما فعل أبو الطيب في قوله:

ومن يك ذا فمٍ مر مريضٍ ... يجد مرا به الماء الزلالا

(جـ) وطباق القياس، وهو إما أن يذكر الشاعر فيه مقدماته واضحة، وإما أن يحذف منها اعتمادًا على السامع.

<<  <  ج: ص:  >  >>