للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألقي فإني لست أدري بما ... بليت إلا أنني بينما

أنا بباب القصر في بعض ما ... أطواف في قصرهم إذ رمى

فالأبيات هنا متصلة، مربوطة معًا. وهذا من مبالغات أبي العتاهية في التضمين. وكأنه أراد أن يحدث أسلوبًا جديدًا في الشعر.

ومن أنواع التضمين التي كانت كثيرة الورود في الشعر، قول الفرزدق، وقد سبق لنا الاستشهاد به (١):

فلو أن ذرا أو أباه رأى التي ... رأيت أبت عيناه أن تتأخٌرا

إذن لرأى مثل التي ظل رانيا ... إلى فرعها داود حتى تحدرا

إليها من المحراب وهو على الذي ... يفصل فيه كل شيءٍ مسطرا

وفي جميع هذه الأمثلة، كما ترى، ليس آخر البيت بموضع وقفٍ للسان.

وقد يتفق أحيانًا أن يتعمد الشاعر بآخر الصدر الأول، وآخر الصدر الثاني مواقف اللسان، وهذا كثير في الشعر ولا سيما في الشطر الثاني، ومن أمثلته قول المتنبي:

عواذل ذات الخال في حواسد ... وإن ضجيع الخود مني لماجد

فلو كان هذا كلامًا منثورًا لكان موضع حواسد، محل وقفٍ، وكذلك موضع ماجد. ولو كان كل الشعر، يجيء في صدوره وأعجازه، مثل بيت المتنبي هذا، بحيث يكون


(١) المرشد ١: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>