للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقاسمها المها شبها، ودر البحور، وشاكهت فيها الظباء.

وقول النصيب:

فقال فريق القوم لا، وفريقهم ... نعم، وفريقٌ قال ويحك ما ندري

وقول عمر بن أبي ربيعة:

وغاب قمير كنت أرجو غيوبه، ... وروح رعيانٌ، ونوم سمر

وقوله من الكلمة نفسها:

تهيم إلى نعم، فلا الشمل جامعٌ، ... ولا نأيها يسلي، ولا أنت تصبر

وأخرى أتت من دون نعمٍ، ومثلها ... نهى ذا النهى، لو ترعوي أو تفكر

والوقوف بعد قوله: تهيم إلى نعم، قريبٌ من الخفي.

وقول المتنبي:

أطعنها بالقناة، أضربها ... بالسيف، جحجاحها، مسودها

شمس ضحاها، هلال ليلتها، ... در تقاصيرها، زبرجدها،

وهذا النوع من التقسيم، أعني النوع الواضح كله، لا تقسيم المتنبي في بيتيه هذين، أقل مجيئًا في الشعر من النوع الخفي، والسبب فيما أرى، هو أنه طراز قديمٌ من الأسلوب الشعري، عفت عليه أساليب أحدث منه؛ وهذا الذي نراه منه في تضاعيف كلام الشعراء، إنما هو آثار، قوية منه أبت إلا بقاء. وسنتحدث عن هذا عما قليل إن شاء الله.

والتقسيم الواضح ضروبٌ. فمنه ما يقع فقرًا فقرًا، يراعى فيها سجع ولا وزن عروضي، أو كالعروضي، مثل بيت زهير، وبيت النصيب. وقول طرفة:

<<  <  ج: ص:  >  >>