للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحمى الصحاب، إذا كان الضراب، ويكـ ... في القائلين، إذا ما كُبل العاني (١)

يُعطيك ما لا تكاد النفس ترسله ... من التلاد، وهوب غير منان

وروي قدامة كلمة شبيهة بهذه لأبي صخر الهذلي يتغزل، قال:

وتلك هيكلة، خود مُبتلة ... صفراء رعبلة، في منصب سنم (٢)

عذب مُقبلها، جزل مُخلخلها ... كالدعص أسفلها، مخضودة القدم (٣)

سود ذوائبها، بيض ترائبها ... محض ضرائبها، صيغت على الكرم (٤)

عبل مُقيدها، حال مُقلدها ... بض مُجردها، لفاء في عمم (٥)

سمح خلائقها، دُرم مرافقها ... يُروى مُعانقها، من بارد شبم (٦)

كأن مُعتقة، في الدن مُغلقة ... صهباء مصفقة، في رابئ رذم (٧)

شيبت بمرهبة، من رأس مرقبة ... جرداء سلهبة، في حالق شمم (٨)

خالط طعم ثناياها وريقتها ... إذ يكون توالي النجم كالنظم


(١) العاني: هو الأسير: أي يكفي القائلين بأنه يتحمل العرم، ويطلق الأسير.
(٢) الهيكلة: الجسيمة. المبتلة: ذات الخصر غير المفاضلة المترهلة. والرعبلة: اللينة الجسم. والمنصب السنم: أي الشربات العالي.
(٣) المخلخل: موضع الخلخال من السابق. وجزالته: امتلاؤه. والدعص: فوز الرمل الصغير، عنى إنها ممتلئة الكفل. والقدم المخضود: هو الصغير الذي لا يرى عظامه ناتثة، شبهه بالغصن الذي خضد شوكه.
(٤) أي ذوائب شعرها سود. ونهودها وما حولها بيض، وسجاياها كريمة. والضريبة: هي النحيزة والطبيعة.
(٥) المقيد: هو موضع الحجل من الساق، إذ الحجل كالقيد. وعبل: أي ممتلئ مكتنز. والمقلد: موضع القلادة، عنى به العنق واللبة. واللفاء: هي التي يكسوها الشحم الناعم.
(٦) درم مرافقها: أي مدمجة، لا تظهر عظامها. والشيم: هو البارد.
(٧) أي كأن خمرًا معتقة أغلفت في الدن دهرًا ثم صبت في كأس، وكان مزاجها عسل جيء به من رأس جبل، خالطت ثنايا هذه الجارية، وخالطت ريقتها، في ذلك الوقت الذي تتغير فيه رائحة الأفواه، وهو وقت الفجر، حين تصير النجوم في جانب الأفق، كأنها عقد منظوم. هذه هي خلاصة المعنى. وقوله: "رابئ رذم»: أي كأس الأت حتى ربت وسال الشراب من جوانبها. وقوله مرهبة: أي صخرة ذات مرهبة، يخاف منها (وشعراء هذيل تصف العسل بأنه يؤخذ من أعالي الجبال، ويصفون الصخور التي يكون فيها نحلة بالمرهبة والمهلكة). ومرقبة: هي الصخرة العالية؛ التي يقف عليها الرقب، جرداء سلهبة: هذا من أوصاف الصخرة: أي طويلة عالية ملساء.
(٨) أي كأن خمرًا معتقة أغلفت في الدن دهرًا ثم صبت في كأس، وكان مزاجها عسل جيء به من رأس جبل، خالطت ثنايا هذه الجارية، وخالطت ريقتها، في ذلك الوقت الذي تتغير فيه رائحة الأفواه، وهو وقت الفجر، حين تصير النجوم في جانب الأفق، كأنها عقد منظوم. هذه هي خلاصة المعنى. وقوله: "رابئ رذم»: أي كأس الأت حتى ربت وسال الشراب من جوانبها. وقوله مرهبة: أي صخرة ذات مرهبة، يخاف منها (وشعراء هذيل تصف العسل بأنه يؤخذ من أعالي الجبال، ويصفون الصخور التي يكون فيها نحلة بالمرهبة والمهلكة). ومرقبة: هي الصخرة العالية؛ التي يقف عليها الرقب، جرداء سلهبة: هذا من أوصاف الصخرة: أي طويلة عالية ملساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>