للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتقسيم هنا، كما ترى، ترصيغ كله، تجري الأقسام منه على أرباع البيت. وقد استحسنه قُدامة غاية الاستحسان، وتبعه ابن رشيق، من دون أن يصرح بتعليق من عند نفسه، وإنما اكتفى بأن يقول: (العمدة ٢: ٢٥) "وإذا كان تقطيع الأجزاء مسجوعًا، أو شبيهًا بالمسجوع، فذلك هو الترصيع عند قُدامة، وقد فضله وأطنب في وصفه إطنابًا عظيمًا، وأنشد أبيات أبي المُثلم يرثي صخر الغي. أما أبو هلال العسكري فتحفظ شيئًا في استحسان هذا النوع، وانتقد أبيات الخنساء، وأبي صخر، وأبي المثلم قال (١): "فمن ذلك ما يروى أنه للخنساء:

حامي الحقيقة، محمود الخليقة مهـ ... ـدي الطريقة، نقاع وضرار

هذا البيت جيد.

فعال سامية، وراد طامية ... للمجد نامية، تعنيه أسفار

هذا البيت رديء، لتبرؤ بعض ألفاظه من بعض. ثم قالت:

جواب قاصية جزاز ناصية ... عقاد ألوية، للخيل جرار

آخر هذا البيت لا يجري مع ما قبله، وإذا قسته بأوله؛ وجدته فاترًا باردًا، ثم قالت:

قالت:

حلو حلاوته، فصل مقالته ... فاش حمالته، للعظم جبار

وهذا مثل ما قبله. وقول أبي صخر الهُذلي:

وتلك هيكلة، خود مُبتلة ... صفراء رعبلة، في منصب سنم

هذا البيت صالح، وبعده:

عذب مُقبلها، جذل مُخلخلها ... كالدعص أسفلها، مخصورة القدم (٢)


(١) الصناعتين: ٣٧٨.
(٢) كذا: جذل، بالذال ومحصورة بالمهملة والراء، وما أثبتناه أولاً أجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>