للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن قوله: مخصورة القدم، ناب عن موضعه، غير واقع في موقعه، وبعده:

سُود ذوائبها، بيض ترائبها ... محض ضرائبها، صيغت على كرم

وهذا البيت أيضًا قلق القافية، وبعده:

سمح خلائقها، دُرم مرافقها ... يُروى مُعانقها، من بارد شبم

هذا البيت رديء، لبُعد ما بين الخلائق والمرافق، وما بين الدرم والسمح، ولولا أن السجع اضطره لما قال: سمح، وليس لعظم مرفقها حجم. وهذا مثل قول القائل لو قال: خُلق فلان حسن، وشعره جعد. وليس هذا من تأليف البلغاء، ونظم الفصحاء. وقول أبي المثلم:

آبي الهضيمة، ناء (١) بالعظيمة، متلاف الكريمة، جلد غير ثنيان حامي الحقيقة، نسال الوديقة، معتاق الوسيقة، لا نكس ولا وان البيت الثاني أجود من الأول، وبعده:

هباط أودية، حمال ألوية ... شهاد أندية، سرحان فتيان

قوله: "سرحان فتيان" ناب قلق، وبعده:

يُعطيك ما لا تكاد النفس ترسله ... من التلاد وهوب غير منان

التارك القرن مُصفرًا أنامله ... كأن في ريطتيه نضح أرقان

هذا البيت جيد. وقد سلم من سائر العيوب، إذ لم يتكلف فيه السجع، ولم يتوخ الموازنة". أهـ.

والذي جسر أبا هلال على هذا النقد فيما أرى، هو أنه وجد قُدامة يقول:


(١) الرواية الجيدة (ناب بالعظيمة).

<<  <  ج: ص:  >  >>