للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأثر: "يقول ابن آدم مالي مالي، ومالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت".

وفي الأثر: "المسلمون إخوة، يقوم بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم". وعنصر التركيب في هذا النوع من الموازنة واضح، إذ هو مركب من تكامل بين القسيم الأول والقسيمين بعده، ومن توافق أو تضاد بين القسيمين اللذين يليان- وقد يُجاء بأكثر من قسيمين.

التدرج:

قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}.

وقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)}.

والتدرج في الاستشهاد السابق، يقع موقع التفصيل من الإجمال، من قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. وهنا يقع موقع التفصيل من الإجمال، بالنسبة إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا} ... إلخ، وموقع الإجمال بعد التفصيل في قوله: {فَتَبَارَكَ} ... إلخ.

هذا، والموازنة الجزئية تنظر إلى تفاصيل الأقسام نفسها، فتكافئ بينها وتؤاخي، غما بواسطة التكرار، ملفوظًا أو ملحوظًا، وإما بواسطة التجنيس الأزدواجي، وهو التوافق في الوزن، أو شبه التوافق، وإما بواسطة الطباق، وإما بواسطة الموازنة الموضعية، بأن يكون لفظ مناظرًا لآخر في موضعه من القسيم الذي يوازنه. ولم أجد حديثًا "للوث" أو "بيرني" في كتاب Manson عن هذه الأنواع.

<<  <  ج: ص:  >  >>