للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختصار الكلام. وإدراك هذه سهل، بعد إدراك العناصر الرئيسية، ومما ينبغي ذكره هنا، أن ابن رشيق قد سبق "لوث" إلى تحديد العناصر الرئيسية الثلاثة في الموازنة، في باب حديثه عن المقابلة، إذ بعد أن ذكر رأي النقاد، في أن المقابلة تأتي من ناحيتي الموافقة والمخالفة، زاد عليهم، بأنها قد تتأتى من غير ذلك. واستشهد ببيت ذي الرمة:

أستحدث الركب عن أشياعهم خبرًا ... أم راجع القلب من أطرابه طرب

وهذا تكامل. على أن الذي لفت ابن رشيق إليه هو تكافؤ الوزن، والموازنة الموضعية التركيبية، وهذا أمر سنعرض له بعد، إن شاء الله.

والآن نذكر أمثلة نشير بها إلى طبيعة العناصر التي قدمناها، كما وعدنا، حتى تكتمل صورتها للقارئ الكريم:

التوافق:

قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (٣٩)}.

وقول الأنصاري: أنا جُذيلها المحكك. وعُذيقها المُرجب.

التضاد:

قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}.

وفي المثل: "الأخذ سُريط، والقضاء ضريط".

التكامل:

قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢)}.

الإجمال والتفصيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>