للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتقليهم" (١). وقولهم: "إذا كنت في قوم، فأحلب في إنائهم" (٢)، وقولهم: "إذا ظلمت من دونك، فلا تأمن عذاب من فوقك" (٣)، وقولهم: "إن يبغ عليك قومك، لا يبغ عليك القمر" (٤)، وقولهم: "إذا أدبر الدهر عن قوم، كفى عدوهم" (٥).

٢ - جعل الناظم يراعي السجع والازدواج، ويغلب على ظني أن السجع دخل أولاً في الكلام، وجعل الساجعون يراعون الموازنة بين كلمة وكلمة في أقسامهم، مثل قول الكاهن: "أقسم برب الحرتين من حنش، لتهبطن أرضكم الحبش" (هذا مجرد تمثيل فقط)، والحبش وحنش كما ترى متوازيتان. ومما جاء من كلامهم على السجع من دون وزن، ما ذكره الميداني من قولهم: "إنما هو كبارح الأروي، قليلاً ما يُرى" (٦)، وقولهم "أصوص، عليها صوص" (٧). وقد أدى السجع بطبيعته إلى المجانسة الازدواجية، فكان الازدواج، وربما صار يُكتفى به وحده دون السجع، أو مع سجع قليل، مثل قولهم: "إن المنبت لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى" (٨)، وهنا تجد الجناس المزدوج في أرض ظهر. وتجد المجانسة الصرفية الموضعية في قطع وأبقى. وقد ذكروا هذا في الحديث. وأحسبه تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم. ومثل قوي الأنصاري: "أنا جُذيلها المحكك، وعُذيقها المُرجب"، وأظنه تمثل به أيضًا. ومثل قولهم: "إنك لُتكثر الحز، وتُخطيء المفصل" (٩).

٣ - جعل الناظم يحكم المزاوجة والتسجيع، بأن يتعمد الموازنة بين أجزاء الأقسام في مواضع التركيب النحوية، وفي الهيئة الصرفية، وفي الصيغة العروضية،


(١) أمثال الميداني: ٦٢.
(٢) نفسه: ٦٣.
(٣) نفسه: ٦٣.
(٤) نفسه: ٣٠.
(٥) نفسه: ٣١.
(٦) نفسه: ٢٧.
(٧) نفسه: ٢٦.
(٨) نفسه: ١٠.
(٩) نفسه: ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>