الوزن في نظم الشعر العربي هو في ذات نفسه موسيقًا وإيقاع مُعبر كتعبير الموسيقا بذات نفسه قبل أن يندرج فيه بيان اللفظ والمعنى. ومن أجل هذا ما يصح وصف الجاحظ لوزن الشعر العربي خاصة أنه هو المعجز وأن الترجمة تعجز عنه.
هذا ويمكن حصر الوجوه التي نشأ منها العقد في الانسجام، بعد افتراق الوزن والتقسيم (هذا بعد استثناء ما ذكرناه سابقًا من أنواع الموازنة) في ثلاثة:
١ - الموازنة التي تطاوع التقسيم وتساوقه، ومثالها، مما التقسيم فيه غير مسجع قول ابن أبي ربيعة:
تهيم إلى نُعم، فلا الشمل جامع ... ولا الحبل موصول، ولا أنت مقصر
وقول إبراهيم بن المهدي يرثي ابنه:
تبدل دارًا غير داري، وجيزة ... سواي، وأحداث الزمان تنوب
ومثاله مما التقسيم فيه سجع، قول المتنبي:
الدهر مُعتذر، والسيف منتظر ... وأرضهم لك مُصطاف ومرتبع
٢ - الموازنة التي تستعين بالتقسيم، وتعينه على الظهور، مثل قول امرئ القيس:
سباط البنان، والعرانين والقنا ... لطاف الخصور، في تمام وإكمال
فتوازن سباط البنان، ولطاف الخصور، يعين التقسيم الأول على الوضوح. ومن هذا قول الحطيئة (١):
ألم أك نائيًا، فدعوتموني ... فجاء بي المواعد والدعاء