وهنا نتساءل: هل هذه هي المرحلة الخامسة، التي تدل عليها هذه الشواهد، جاءت طبيعية سليقية، تدعوها سجية التوازن، التي لا تفارق السجع والمزاوجة؟ هل أدراك الناظم العربي القديم، بما ركب فيه من حدس صادق، وفطرة سلمية، جوهر الصلة الوزنية بين قولة،
حامي الحقيقة
نسأل الوديقة
معتاق الوسيقة
والوزن الكبير -وزن البسيط- الذي يمكن أن تدرج فيه هذه السجعات جميعًا، إذا أضيفت إليها فقرة تتممها؟ ثم هل هدته الفطرة أيضًا، إلى أن هذه الفقرات المتممة، التي تصير بها كل سجعات ثلاث بيتًا محكم الوزن، ينبغي أن تكون جميعها متحدة في القافية، حتى ينشأ من تألفها مع ما قبلها، وانسجامها مع ما بعدها،
(١))) أي عينه كالشرر، ورجله تضرح الحصي وتطرحه، ويده تسبح جريًا، ولونه أسود غريب، وشده: أي عدوه كالمطر المنهمر، وعرفه ماء منحدر، وقصبه: أي بطنه ضامر، ومتنه أملس كالطريق اللاحب.