للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخذ قول الهذلي (١):

شدوا على القوم، فاعتطوا أوائلهم ... جيش الحمار، ولاقوا عارضًا بردا

فالطعن شغشغة، والضرب هيقعة ... ضرب المعول تحت الديمة العضدا

وللقسي أزاميل، وغمغمة ... حس الجنوب تسوق الماء والبردا

ومن كلام هذيل في تقسيم الطويل، قول ساعدة بن جؤية (٢):

ومشرب ثغر للرجال كأنهم ... بعيقاته هدءا سباع خواشف

أي مارة مرا سريعًا.

به القوم، مسلوب قليل، وآئب شماتا, ومكتوف أوانا، وكاتف

وقوله من أخرى:

فجال وخال أنه لم يقع به ... وقد خله سهم، صويب, معرد

وهذا من الشعر الناضج، إلا أنه يحمل آثار التقسيم كما ترى. وتقسيم امرئ القيس الذي استشهدنا به من قبل، أقرب إلى النهج القديم، الذي إنما هذه آثاره.

وانظر في هذا الطراز من كلام أبي المثلم (٣):

أصخر بن عبد الله، إن تك شاعرًا، ... فإنك لا تهدي، القريض لمفحم

أصخر بن عبد الله، قد طال ما ترى ... ومن لا يكرِّم، نفسه لا يُكرَّم،

أصخر بن عبد الله، من يغو سادرًا ... إليك ارتجاعي، أفندي وتسلمي


(١) ديوان الهذليين، دار الكتب ١٩٤٥ (القسم الثاني) ٤٠ - ٤١ وقوله: اعتطوا: أي شقوا وجيش الحمار: زعموا أنه كان معهم حمار. والشغشغة والهيقعة: كل ذلك حكاية لصوت الطعن والضرب. والمعول الذي يبني عالة، والعالة: شجر يقطعه الراعي فيستظل به. والأزاميل جمع أزملة، وهي الدوي.
(٢) نفسه: ٢٢٤: ١.
(٣) نفسه: ٢٢٦: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>