فبحر المديد فيه صلابة ووحشية وعنف، تناسب هذا النوع من الشعر. ولا يستبعد أن تكون تفعيلاته قد اقتبست في الأصل من قرع الطبول التي كانت تدق في الحرب. وقد أعجب به نيكلسون جدًا في أثناء حديثه عن تأبط شرًا في كتابه الكبير "بالإنجليزية" عن تاريخ الأدب العربي، وحاول تقليده في اللغة الإنجليزية، ولكنه لم يوفق.
وبحر المديد على بساطة نغمه يعسر على الناظم. لأن تفعيلاته تطلب كلمات متقطعة نحو "يا""لبكر""أنشروا""لي""كليبًا" ونحو:
"خبر""ما""نابنا""مصمئل"- وأحسب أن هذا العسر هو الذي جعل الشعراء يتحامونه. ثم إن مثل هذا التقطع في ذاته شيء لا يقبله الذوق إلا في الحالات النادرة، كموقف الغضب الشديد، الذي يسبب التمتمة والعي.