للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن هشام (١). ومما يجري هذا المجرى من أراجيز السيرة ما رواه ابن إسحق من ارتجاز نساء هوازن بعد حنين (٢):

قد غلبت خيل الله خيل اللات ... وخيله أحق بالثبات

وفي السيرة بعد أشعار كثيرة مضطربة الأوزان مما أرى أنها كانت من قبيل الغناء الشعبي. وابن هشام يعلق على أكثرها بقوله وهذا سجع لا شعر. وربما روى ما يستقيم به وزنها من بعد.

هذا وكثير مما بلغنا من الأراجيز التي كان يتناشدها الأبطال عند المناجزة (أو يُنسب إليهم إنشادها في معرض القصص) مما يجوز به الاستشهاد ههنا إذ منهجها يقوي هذا الذي نذهب إليه من أن القوم كانوا يُنوعون قوافيهم قبل أن يصلوا إلى توحيدها. خذ مثلاً ابنة عُتبة يوم أحد:

ويها بنى عبد الدار ... ويها حماة الأدبار

ضربًا بكل بتار

نحن بنات طارق ... أن تُقبلوا نُعانق

أو تُدبروا نُفارق ... فراق غير وامق

(وقد سبق منا الاستشهاد بهذه الأبيات في الجزء الأول) ومما يجري مجراها ما كانت تتساب به الفتيات في ملاعبهن، تُلقي إحداهن رويًا تمدح به أباها وتسب أبا قرينتها، وتجيبها الأخرى بنحو من ذلك، من ذلك ما رواه صاحب الحماسة من قول إحدى الجواري (٣).

سُبي أبي، سبك لن يضيره

إن معي قوافيًا كثيرة

ينفح منها المسك والذريره


(١) هي أبيات عنترة، أنا الهجين عنترة إلخ وليست في السيرة.
(٢) السيرة ٤ - ٧٩.
(٣) الحماسة، مصر ١٣٣٥ هـ-٢٠ - ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>