للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذريرة طيب بعمل من الصندل المدقوق وهي معروفة عندنا في السودان.

وقول الأخرى:

يا رب من عادى أبي فعاده

وارم بسهمين على فؤاده

واجعل حمام نفسه في زاده

واذكر على سبيل الاستطراد أن هذا اللون من تساب الفتيات معروف عندنا في قرى السودان. منه مثلاً قول إحداهن:

أبوي أنا

الراكب الحمرا

المحجلة

وأبوك انت

الراكب الكديس

يمشي وينيص

والكديس هو القط في عاميتنا.

هذا ولا يبعد إن كانت العرب تذهب بأناشيد الأعراس إلى شيء من التنويع والتسميط، بدليل اعتمادها الأوزان القصار كالذي يروي عن الجرادتين:

أقفر من أهله مصيف ... فبطن مكة فالعريف

هل تُبلغني ديار قومي ... مهرية سيرها ذفيف

يا أم نعمان نولينا ... قد ينفع النائل الطفيف

وقد روى المعري في رسالة الغفران بيتين من قصير المتقارب، مما كانت تتغنى به الجواري في الأعراس، لا يكاد يشك الناقد أنهما بقية بقيت من أسماط تشبههما، وهما (١):


(١) أحسب اشتقاق الكديس من قولهم الكوادس مما كانوا يتشاءمون به ولعلها كانت مما يتفاءلون به أيضًا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>