(٢) أحسب من قال ذلك قاله إذ وجد وزن البانية قصيرًا ثم لم يجدها من أصناف الغناء القصير الهين اليسير إذ هي طويلة ذات روي متلئب كالذي يقع في قصائد الطويل والوافر والكامل، على ما في وزنها من اضطراب. وقد أنكر ابن سلام منها ومن سائر شعر عبيد سوى البيت الأول (انظر طبقات فحول الشعراء-١١٦ - وعلق الشارح المحقق الأستاذ محمود محمد شاكر بقوله (هامش ٢) «وقصيدته هذه من أجود الشعر» وهو مذهب ابن قتيبة «الشعر والشعراء ٢٢٥/ ٢٢٦» ووددت لو قد فصل شيئًا وبسط القول. (٣) راجع اللسان (رجز) والنهاية ٢ ك ٦٧ تجد مذهب الخليل فيما نسب إليه من إدخال الرجز في الشعر وإخراجه منه مبسوطًا. ولا يخلو جميع ذلك من التكلف وشق الشعر. ولا ريب أن الخليل قد كان متدينًا إلا أني استبعد أن يكون تدنيه الجأه إلى القول بأن مشطور الرجز إنما هو أنصاف أبيات وليس بشعر لأنه يجوز مجيء أنصاف الأبيات على لسان النبي صلى الله عليه وسلم دون الأبيات الكوامل. وقد روى في الأثر بيتان من المنهوك وآخران من المشطور على لسانه الشريف. وهذا القول عندي أشبه بالأخفش وقد نسبه صادقًا إلى نفسه فيما أرى.