واحذَرْ وتَعَاهَدْ إِيْمَانَكَ. ومِنَ السُّنَّةِ أَنْ لا تُطِعْ أَحَدًا في مَعْصِيَةِ اللهِ، ولَا الوَالِدَيْنِ، والخَلْقِ جَمِيْعًا، ولَا طَاعَةَ لِبَشَرٍ في مَعْصِيَةِ اللهِ، ولَا تُجِبْ عَلَيْهِ أَحَدًا، واكْرَهْ ذلِكَ كُلَّهُ للهِ.
والإيْمَانُ بأَنَّ التَّوْبَةَ فَرْضٌ على العِبَادِ، وأَنْ يَتُوْبُوا إِلَى اللهِ ﷿ مِنْ كَبِيْرِ المَعَاصِيْ وصَغِيْرِهَا. ومَنْ لَمْ يَشْهَدْ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ رَسُوْلُ الله ﷺ بالجَنَّةِ فَهْوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ وضَلَالَةٍ، شَاكٌّ فِيْمَا قَالَ رَسُوْلُ الله ﷺ. وقَالَ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ: مَنْ لَزِمَ السُّنَّةِ وسَلِمَ مِنْه أَصْهَارُ رَسُوْلِ الله ﷺ، ثَمَّ مَاتَ كانَ مَعَ الصِّدِّيْقِيْنَ والشُّهَدَاءِ، والصَّالِحِيْنَ، وإِنْ قَصَّر في العَمَلِ. وقَالَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ: السُّنَّةُ هِيَ الإسْلَامُ، والإسْلَامُ هُوَ السُّنَّةُ.
وَقَالَ الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: إِذَا رَأَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فَكَأَنَّمَا رَأَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ الله ﷺ، وإِذَا رَأَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ البِدْعَةِ فَكَأَنَّمَا رَأَيْتَ رَجُلًا مِنَ المُنَافِقِيْنَ. وقَالَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: العَجَبُ مِمَّنْ يَدْعُو اليَوْمَ إِلَى السُّنَّةِ، وأَعْجَبُ مِنْهُمْ المُجِيْبُ إِلَى السُّنَّةِ. وكَانَ ابنُ عَوْنٍ، يَقُوْلُ عِنْدَ المَوْتِ: السُّنَّةَ السُّنَّةَ، وإِيَّاكُمْ والبِدَعَ، حَتَّى مَاتَ. وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أصْحَابِي، فَرُئِيَ فِي المَنَامِ. فَقَالَ: قُوْلُوا لأبِي عَبْدِ الله: عَلَيْكَ بالسُّنَّةِ، فإِنَّ أَوَّل مَا سَأَلنِي رَبِّي ﷿ عَنِ السُّنَّةِ. وَقَالَ أَبُو العَالِيَةَ: مَنْ مَاتَ عَلَى السُّنَّةِ مَسْتُوْرًا فَهْوَ صِدِّيْقٌ، والاعتِصَامُ بالسُّنَّةِ نَجَاةٌ. وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَنْ أَصْغَى بِإذُنِهِ إِلَى صَاحِبِ بَدْعَةٍ خَرَجَ مِنْ عِصْمَةِ اللهِ، ووُكِلَ إِلَيْهَا، يَعْنِي إِلَى البِدَعِ. وَقَالَ دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute