للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رِقْعَةً يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ مِنْ تأَخُّر ذلِكَ عَنْهُ فَرَدَّهُ، وأَمَرَ مَن بَيْنَ يَدَيْه أَنْ يَكْتُبَ عَلَى ظَهْرِ رِقْعَتِهِ: أَكْرَمْتَنَا فَمَلَكْتَنَا، ثُمَّ أَعْرَضْتَ عَنَّا فأَرَحْتَنَا (١).

أَخْبَرنَا أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبَّاسُ (٢) بنُ عُمَرَ الكَلْوَذَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَاحِدِ الزَّاهِدَ غُلَامَ ثَعْلَبٍ يَقُوْلُ: تَرْكُ قَضَاءِ حُقُوْقِ الإخْوانِ مَذَلَّةٌ، وفي قَضَاءِ حُقُوْقِهِمْ رفْعَةٌ، فاحمَدُوا الله على ذلِكَ، وسَارِعُوا إلى قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ ومُسارِّهِم تُكَافَؤُا عَلَيْهِ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ نَزِيْلُ دِمَشْقَ (٣) قَالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَحْكِي عَنْ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ أَنَّ الأشْرَافَ والكُتَّابَ (٤) وأَهْلَ الأدَبِ كَانُوا يَحْضُرُوْنَ عِندَهُ


(١) جاء في "تاريخ بغداد" حكايةٌ لطيفةٌ قال: حدَّثِني عليُّ بنُ المُحَسّنِ، حدَّثنَا أبو عليٍّ مُحمَّدُ بن الحَسَن الحَاتِمِيُّ أنّه اعتُلَّ فَتَأَخرَ عن مَجْلِسِ أبي عُمَرَ الزَّاهِدِ، قال: فسأل عنّى لمَّا تَرَاخت الأيَّامُ، فقيلَ له: إنَّه كان عَليْلًا، فجاءَنِي من الغَدِ يَعُوْدُنِي فاتَّفَقَ أنْ كنتُ قد خَرَجْتُ من دَارِي إلى الحمَّام، فَكَتَبَ بخطِّهِ على بابي بإِسْفِيْدَاج:
وأَعْجَبُ شَىْءٍ سَمِعْنَا بِهِ … عَلِيْلٌ يُعَادُ فَلَا يُوجَدُ
وهو لَهُ.
يقول الفقيرُ إلى اللهِ تَعَالَى عبدُ الرَّحمن بنُ سُليمان العُثيمِين -عفا الله عنه-: هذه من لطائف الأدباء. وعليُّ بن المحسن هو التَّنُوخِيُّ (ت ٤٤٧ هـ) صاحبُ "نشوار المحاضرة" وأبو عَلِيٍّ الحَاتِمِيُّ الأديبُ المشهورُ (ت ٣٨٨ هـ) صاحب "الرِّسالة الحَاتِمِيَّة" واسمها "المُوضحة" انتقد فيها شعر المُتَنَبِّي، وهو أيضًا صاحب "حلية المحاضرة" وغيرهما.
(٢) في (ط): "عامر بن عمر" وفى الأصول ما أثبَتهُ، وفى "تاريخ بغداد " وهو مصدره "عبَّاس بن محمد" و (الكَلْوَذَانِيُّ) في نسبه، تأتي في ترجمة محفوظ بن أحمد في هامش "الذيل على الطبقات".
(٣) هو الحافظ الخطيب.
(٤) في (ط) وأصلها (أ): "الكبار" وما ورد في النَّسخ الأخرى يؤيده ما جاء في "تاريخ بغداد"=