للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لِيَسْمَعُوا مِنْهُ كُتُبَ ثَعْلَبٍ وغَيْرَهَا، وكانَ لَهُ "جُزْءٌ" قَدْ جَمَعَ فيه الأحَادِيْثَ الَّتِي تُرْوَى في "فضائلِ مُعَاوِيَةَ" فَكَانَ لا يَتْرُكُ (١) أحَدًا، مِنْهُم يَقْرأ عليه شَيْئًا حَتَّى يَبْدأَ بِقِرَاءَةِ ذلِكَ الجُزْءِ، ثُمَّ يَقْرَأُ بَعْدَهُ مَا قَصَدَ لَهُ.

وبه (٢) حَدَّثَنَا عَليُّ بنُ أَبِي عَلِيٍّ، عَن أَبِيْهِ، قَالَ: ومِنَ الرُّوَاةِ الَّذِيْنَ لَم يُرَ قَطُّ أَحْفَظُ مِنْهُمْ: أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ غُلَامُ ثَعْلَبَ، أَمْلَى مِن حِفْظِهِ ثَلَاثِيْنَ أَلْفَ وَرَقَةً لُغَةً فِيْمَا بَلَغَنِي، وجَمِيع كُتُبِهِ الَّتِي في أَيْدِي النَّاسِ إِنَّمَا أَمْلَاهَا بِغَيْرِ تَصْنِيْفٍ.

وَبِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا لقَاسِمِ عَبْدَ الوَاحِدَ بنَ بَرْهَانَ الأسَدِيَّ (٣) يَقُوْلُ: لَمْ يَتكلَّمْ في عِلْمِ اللُّغَةِ أَحَدٌ مِنَ الأوَّلِيْنَ والآخِرِيْنَ أَحْسَنَ مِنْ كَلَامِ أَبِي عُمَرَ الزَّاهِدِ، قَالَ: ولَهِ كِتَابُ "غَرِيْبِ الحَدِيْثِ" صَنَّفَهُ على "مُسْنَدِ


= وهو الصَّحيحُ إن شاء الله.
(١) في (ط): لا يترك معاوية واحد.
(٢) قبل ذلك قال الحافظُ الخَطِيْبُ: "وكان جماعة من أهل الأدب يطعنون على أبي عُمَرَ، وَلَا يُوثِّقُونَهُ في علم اللُّغة، حتى قال لي عُبَيْد الله بن أبي الفتح: يقال: إن أبا عُمَرَ لو كان طار طَائِرٌ لَقَالَ: حَدَّثنا ثعلبٌ عن ابن الأعرابي ويذكر في ذلك شيئًا، وأما الحديث فرأينا جَمِيع شُيُوخِنَا يوثِّقُونَهُ … ".
أقول -وعلى الله اعتمد-: إذا وُثِّق في الحديث فهو ثقةٌ في اللُّغة أيضًا، فإن نقل الحديث له من المعايير ما ليس لنقلِ اللُّغة، ومن شروط نقل الحديث أن يكون ذا دين واستقامة وأمانة، وإذا كان كذلك فلن يكذب في الُّلغةِ، والله المستعان.
(٣) هو ابن برهان العكبريُّ النَّحويُّ شارح "اللُّمع" سبق التعريف به.