للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= تَلَثَّمَ مُرْتَابًا بِفَضْلِ رِدَائِهِ … فَقُلْتُ هِلَالٌ بَعْدَ بَدْرِ تَمَامِ
فَقَبَّلْتُهُ فَوْقَ الَّلثَامِ فَقَالَ لِيْ … هُوَ الخَمْرُ إلَّا أنَّه بِفِدَامِ
وخرَّجه محقِّقُ "المنهج الأحمد" من وفيات الأعيان (٤/ ٣٣٣)، وهذا يَدلُّ على أنه لا يَشُكُّ في أنَّ الأبياتَ لأبي عُمَرَ الزَّاهدِ المُتَرْجَمِ، ولكنَّ الأمرَ ليس كمَا جَزَمَ به صاحبُ "المَنْهَجِ الأحْمَدِ" ولا هو كما ظنَّ القاضي شمس الدَّين ابن خلكان . ولم يَتَوَثَّق مُحقِّقٌ "المَنْهَجِ الأحمدِ" من الأمرِ كما يجبُ، فلم يرجع إلى كتاب "الأنساب" الذي رجع إليه المؤلِّف، وهذا يخالف المنهج الصّحيح في تحقيق النُّصوص، ولو رجع إليه، واستوعب ما قال ابن خلكان لا تضح له الأمر وأن الأبيات ليست لأبِي عُمَرَ.
يقول الفقيرُ إلى الله تعالى عبد الرحمن بن سُليمان العُثَيْمِين: وأنا لا أكتُمُ الأمرَ فإنّنى لما قرأتُ الأبياتَ استجدتُها، وقلتُ في نَفْسِي: هذا شعرُ شاعرِ لا شعر عالمٍ، واستكثرتها على أبي عُمَرَ، رحم الله أَبَا عُمَرَ.
وأنا أنقُلُ لَكَ عبارةَ القاضِي شمس الدِّين ابنِ خلِّكان في "وفيات الأعيان"، قال : "وكشفتُ في كتاب "الأنساب" للسَّمعاني في ترجمة المطرِّزِ عن أبي عُمَرَ المذكور فلم يذكره، لكنّه ذكر "أبا القاسم عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيُّوب المُطرِّز البَغْدَادِيُّ، ويُحتمل أن يكونَ والدَ أبي عُمَرَ المَذْكُورِ؛ لأنَّ اسمَهُ موافقٌ اسمَ والدِهِ، فَمِنْ قَوْلهِ … " وذكر الأبيات المذكورة. وظنُّ القاضي في غَيْرِ محلِّهِ؛ لأنَّ الحافظَ السَّمعانيَّ ذكر مولد عبد الواحد هذَا سنة (٣٥٥ هـ)، ووفاته سنة (٤٣٩ هـ) فهو لا يَصْلُحُ أن يكونَ من أحفادِهِ فكيفَ يُحْتَمَلُ أن يكونَ والدَهُ؟!.
ووالده -على الصَّحِيْحِ- هو ما ذكرتُهُ آنفًا عن الحافظِ ابن النَّجَّارِ .
والحافظ السَّمعاني إنَّما نقل عن الحافظِ الخَطِيْبِ قَالَ: "وذكره أبو بكرٍ الحافظ وقال: قرأْتُ عليه أكثرَ شعرِهِ، ومن مليح: … " وأورد الأبيات، والحافظُ الخطيبُ لم يوردِ الأبيات المذكورة وإنَّما قال: ومما أنشدنيه لنفسه في الزُّهْد:=