للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَرَأْتُ في كِتَابِ الخَطِيْبِ بإِسْنَادِهِ قَالَ: قال: أَبُو عَليٍّ (١) إِسْمَاعِيْلُ ابنُ القَاسِمِ القَالِي، كَانَ أَبُو بَكْرِ بنِ الأنْبَارِيُّ يَحْفَظُ فِيْمَا ذُكِرَ ثَلَاثَمَائَة أَلْفَ بَيْتٍ شَاهِدٍ في القُرْآن. وقَالَ حَمْزَةُ بنُ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ: كانَ أَبُو بَكْرِ بنِ الأنْبَارِيِّ يُمْلِي (٢) كُتُبَهُ المُصَنَّفَةَ ومَجَالِسَهُ المُشْتَمَلَةَ على الحَدِيْثِ والأخْبَارِ والتَّفَاسِيْرِ والأشْعَارِ كلُّ ذلِكَ مِنْ حِفْظِهِ. قَالَ حَمْزَةُ: وحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي: أَنَّ أَبَا بَكْرِ بنِ الأنْبَارِيِّ مَرِضَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَاُبهُ يَعُوْدُوْنَهُ فَرَأَوا من انْزِعَاجِ ابْنِهِ وقَلَقِهِ عَلَيْهِ أَمْرًا عَظِيْمًا، فَطَيَّبُوا نَفْسَهُ وَرَجَوْهُ عَافِيَةَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ لَا أَقْلَقُ وأَنْزَعِجُ لَعلَّةِ مَنْ يَحْفَظُ جَمِيع مَا تَرَوْنَ، وأَشَارَ لَهُمْ إلى حِيْرِيٍّ (٣) مَمْلُوْءًا كُتُبًا. وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْميُّ النَّحْوِيُّ (٤): قَالَ أَبُو الحَسَنِ العَرُوْضِيُّ (٥): اجتَمَعْتُ أَنَا وأَبُو بَكْرِ بنِ الأنْبَارِيِّ عِنْدَ الرِّاضِي (٦)


(١) في (هـ): "قال أبو إسماعيل .. " والقالي أبو عليٍّ لغويٌّ، نحويٌّ، أديبٌ، مشهورٌ.
(٢) في (ط): "على" تحريفٌ.
(٣) في (ط): "خيبري" تحريفٌ، وقد تقدَّم شرحها في ترجمة سابقة.
(٤) محمد بن جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ النَّحوي الكوفيُّ، يُعرف بـ "ابن النَّجَّارِ" من تلاميذ ابن دُرَيْدٍ، ونفطويه، ومحمد بن يحيى الصُّولي (ت ٤٠٢ هـ) له مؤلَّفَاتٌ كثيرةٌ، لعلَّ من أَغْرَبِهَا وأنْدَرِهَا "تاريخ الكُوفة" قال القِفْطِيُّ في "إنباه الرُّواه": "رأيت له كتاب "تاريخ الكوفة" على الأسماء وليس بكبيرٍ" يُراجع: تاريخ بغداد (٢/ ٢٥٨)، وطبقات القُرَّاء "غاية النِّهاية" (٢/ ١١١)، ومعجم الأدباء (٨/ ١٠٣)، وإنباه الرُّواه (٣/ ٨٣).
(٥) أبو الحسن العَرُوْضِيُّ هذا هو مؤلِّفُ كتاب "الإقناع .. " الذي طُبعَ مَنْسُوبًا إلى السِّيرافي ثم أُعِيْدَ طَبْعُهُ ثَانِيَةً منسوبًا إليه مؤلِّفه أبي الحسن هذا.
(٦) هو الخليفة العبَّاسي، محمد بن جعفر (ت ٣٢٩ هـ) تقدَّم ذكره.