للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بَغْدَادَ غيرَ مَرَّةٍ. وَرَوى كِتَابَهُ المُصَنَّفَ في "السُّنَنِ" بِهَا، ونَقَلَهُ عَنْهُ أَهْلُهَا، ويُقَالُ: إِنَّهُ صَنَّفَهُ قَدِيْمًا، وعَرَضَهُ على إِمَامِنَا، فأَجَازَهُ واسْتَحْسَنَهُ.

نَقَلَ عَنْ إِمَامِنَا أَشْيَاء؛ مِنْهَا ما أَخْبَرَنَا عبدُ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ (١) -قِرَاءَةً-، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ، حدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ بَكْرٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ يَقولُ: قُلْتُ لأَبِي عبْدِ الله أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ: أَرَى رَجُلًا من أَهْلِ السُّنَّة مَعَ رَجُلٍ من أَهْلِ البِدْعَةِ، أَتْرُكَ كَلَامَهُ؟ قَالَ: لَا، أَو تُعْلِمَهُ أَنَّ الرَّجلَ الَّذِي رَأَيْتَهُ مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ. فإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وإلَّا فألْحِقْهُ بِهِ، قالَ ابنُ مَسْعُوْدٍ: "المَرْءُ بِخِدْنِهِ" (٢).

قال مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ الآجُرِّيُّ (٣): قُلْتُ لأَبِي دَاوُدَ: أَيُّمَا أَعْلَى عِنْدَكَ عليُّ بنُ الجَعْدِ أَوْ عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ؟ فَقَالَ: عَمْرٌو أَعْلَى عِنْدَنَا، عليُّ بنُ الجَعْدِ وُسِمَ بمَيْسَمِ سُوْءٍ، قالَ: وَمَا يَسُوْءُني أَنْ يُعَذِّبَ اللهُ مُعَاوِيَةَ، وقالَ: ابنُ عُمَرَ، ذَاكَ الصَّبِيُّ.

وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بنِ المُهْتَدِيْ باللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ


= والتَّعليق عليه، وتهذيب الكمال (١١/ ٣٦٤).
أقول -وعلى الله أعتمد-: العَتِيْرَةُ: هي الذَّبيحة الَّتي كانت تُذبَحْ في رَجَبٍ، يُتَقرَّبُ بها أهلُ الجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ جاء الإسلامُ فكان على ذلك حتَّى نُسِخَ بعد، يقال منه عَتَرْتُ أعتُرُ عَتْرًا. كذَا قال أبو عُبَيْدٍ القاسِمُ بنُ سَلَّام في غريب الحديث (١/ ١٩٥). ويُراجع: اللِّسان (عتر) وفي فتح الباري (٩/ ٥١٩) مزيد فائدة.
(١) هو عبد الصمد بن على بن محمد، أبو الغنائم (ت ٤٦٥ هـ)، تراجع: (المقدمة).
(٢) الخِدْنُ: الصَّاحبُ والصَّديقُ.
(٣) يراجع: سؤالات الآجُرِّي.