للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تَرَكَ النَّبِيُّ الدُّنْيَا، وهو واجدٌ لَهَا، وَقَدْ ذَمَّهَا، وقدْ عُرِضَتْ (١) عَلَيْهِ مَفَاتِيْحُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا والخُلْدُ فِيْهَا ثُمَّ الجَنَّةَ، فَأبَى ذلِكَ . وقَالَ : (٢) "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِيَ جِبالُ الدُّنْيَا ذَهَبًا (٣) وفِضَّةً".

وَرَوَى ابنُ ثَابِتٍ في تَرْجَمَةِ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ (٤) بإِسْنَادِهِ عَن سَعِيْدِ بنِ


(١) في (ب): "عرض".
(٢) أخرجه أحمد في الزُّهد رقم (٧٦)، وهو في طبقات ابن سعد (١/ ٣٨١)، ومسند أبي يعلى الموصلي (٨/ ٣١٨، ٣١٩) رقم (٤٩٢٠).
(٣) في (ب): "ذَهَبٌ".
(٤) هو أَبُو الحَسَن الجَوْهَرِيُّ (ت ٢٣٠ هـ) وقد أكمل ستًّا وتسعين سنة، في شيوخ أحمد مَشْهُورٌ، ويُراجع: تاريخ بغداد (١١/ ٣٦٥)، وفيه: "أخبرنا البَرْقَانِيُّ، حدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بنُ مُوْسَى الأرْدَبِيْلِيُّ، حدَّثَنَا أحمدُ بنُ طَاهرِ بنِ النَّجمِ، حدَّثنَا سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْدَعِيُّ قال: سمعتُ أَبا زُرْعَةَ … " وسَبَبُ ضَرْبِهِ على كتابته عن عليٍّ بن الجعد، ما جاء "تاريخ بغداد" أيضًا قال: "أخبرنا العَتَيقيُّ، أخبرنا يوسُفُ بنُ أَحْمَدَ، حدَّثَنَا محمَّدُ بنُ عَمْرٍو العقيلي قال: قلتُ لعَبْدِ اللهِ بن أحمد بن حَنْبَلٍ: لِمَ لَمْ تَكتُب عن علي بن الجعد؟ فقال: نهاني أبي أن أذهبَ إليه، وكان يبلُغُه عنه أَنه كان يَتَنَاوَلَ أَصْحَابَ رَسُوْلِ الله " وأسبابٌ أُخرى؟!
أَمَّا سَعِيْدُ بنُ سُليمان فهو أبو عُثمان الضَّبِّيُّ الوَاسِطِيُّ المعروف بـ"سَعْدُوْيَه" (ت ٢٥٥ هـ) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعتُ أبي ذكر سعيد بن سليمان قال: كان صاحب تصحيف ما شئت". وقد أجاب في الفِتْنَةِ قال أحمد بن عبد الله العجليُّ: سعيد بن سُليمان يُعرف بـ "سَعْدُوَيه" واسطيٌّ، ثِقَةٌ. قيل له بعدما انصرف من المِحْنَةِ ما فعَلْتُم؟ قال: كفرنا ورجعنا". قال محمَّد بن سَهْلٍ بن عسكرٍ: لما دُعِي سَعْدُوْيَه إلى المحنة رأيته خرج من دار الأمير قال: يا غُلام قَدِّم الحمارَ فإِنَّ مولاك كفر! ". يُراجع: طبقات ابن سعد (٧/ ٣٤٠)، وعلل أحمد (١/ ١٤٠)، وتاريخ واسط (٢١٥)، وتاريخ بغداد (٤/ ٨٤)، وسير أعلام النُّبلاء (١٠/ ٤٨١)