قَالَ: فَاهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ. فَتَمَثَّلَتْ لَهُمَا الزَّهْرَةُ امرأة مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ فَجَاءَاهَا فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذَهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الْإِشْرَاكِ. قَالَا: لَا وَاللَّهِ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ أَبَدًا. فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رَجَعَتْ بِصَبِيٍّ تَحْمِلُهُ فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَقْتُلَا هَذَا الصَّبِيَّ. فَقَالَا: لَا وَاللَّهِ لَا نَقْتُلُهُ أَبَدًا. فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحٍ مِنْ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرِ. فَشَرِبَا فَسَكِرَا فَوَقَعَا عَلَيْهَا وَقَتَلَا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَفَاقَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُمَا شَيْئًا أَبَيْتُمَا عَلَيَّ إِلَّا وَقَدْ فَعَلْتُمَاهُ حِينَ سَكِرْتُمَا. فَخُيِّرَا عِنْدَ ذَلِكَ عَذَابَ الْآخِرَةِ أَوِ الدُّنْيَا فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا".
٥٦١٧ / ٢ - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
ورواه الحاكم وصححه، وسيأتي بطرقه في كتاب صفة النار في باب من اختار عذاب الدنيا على عَذَابِ الْآخِرَةِ.
٥٦١٧ / ٣ - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
٥٦١٨ - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: "نَزَلَ عُمَرُ بِالرَّوْحَاءِ فَرَأَى نَاسًا يَبْتَدِرُونَ أَحْجَارًا فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَقُولُونَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى إِلَى هَذِهِ الْأَحْجَارِ. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألا راكباً مر بواد فحضرت، الصَّلَاةَ فَصَلَّى، ثُمَّ حَدَّثَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أغشى، اليهود يوم دراستهم. فَقَالُوا: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَيْنَا مِنْكَ؟ لِأَنَّكَ تَأْتِينَا. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنِيِّ أَعْجَبُ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ كَيْفَ يُصَدِّقُ بعضها بعضاً، كيف تصدق التَّوْرَاةُ الْفُرْقَانَ وَالْفُرْقَانُ التَّوْرَاةَ. فَمَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا وَأَنَا أُكَلِّمُهُمْ، فَقُلْتُ: أَنْشِدُكُمْ بِاللَّهِ وَمَا تَقْرَءُونَ مِنْ كِتَابِهِ أَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقُلْتُ: هَلَكْتُمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute